في الدنيا من جرعة غيظ كظم عليها، وجرعة حزن عند مصيبة صبر عليها بحسن عزاء واحتساب)، ولولا ذلك لما كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يدعون على من ظلمهم بطول العمر وصحة البدن وكثرة المال والولد، ولولا ذلك ما بلغنا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا خص رجلا بالترحم عليه والاستغفار استشهد. فعليكم يا عم وابن عم وبني عمومتي وإخوتي بالصبر والرضا والتسليم والتفويض إلى الله جل وعز، والرضا والصبر على قضائه، والتمسك بطاعته، والنزول عند أمره.
أفرغ الله علينا وعليكم الصبر، وختم لنا ولكم بالأجر والسعادة، وأنقذنا وإياكم من كل هلكة بحوله وقوته، إنه سميع قريب، وصلى الله على صفوته من خلقه، محمد النبي وأهل بيته " (1).
أقول: ومما رويناه في ابتلائهم (عليهم السلام) بمقاساة الشدائد الواردة عليهم من الطغاة اللئام ما رواه أبان بن فيروز أبي عياش، قال: قال لي أبو جعفر الباقر (عليه السلام): ما لقينا أهل البيت من ظلم قريش وتظاهرهم علينا وقتلهم إيانا، وما لقيت شيعتنا ومحبونا من الناس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبض وقد قام بحقنا وأمر بطاعتنا وفرض ولايتنا ومودتنا وأخبرهم بأنا أولى بهم من أنفسهم وأمر أن يبلغ الشاهد الغائب. فتظاهروا على علي (عليه السلام) واحتج عليهم بما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه و % ما % سمعت العامة، فقالوا: صدقت، قد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولكن قد نسخه! فقال: " إنا أهل بيت أكرمنا الله عز وجل واصطفانا ولم يرض لنا بالدنيا، وإن الله لا يجمع لنا بالنبوة والخلافة ". فشهد له بذلك أربعة نفر: عمر،