﴿فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم﴾ (١)، قال جعفر: هذه إشارة في إظهار المدعين لأهل الحقائق ليفتضحوا في دعاويهم عند إظهار آثار أنوار التحقيق وبطلان ظلمات الدعاوي الكاذبة.
(إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي) (٢)، قال جعفر: للذين اتبعوه في شرائعهم ومناسكهم. (وهذا النبي) (٣) لقرب حال إبراهيم من حال النبي صلى الله عليهما وشريعته من شريعته دون سائر الأنبياء وسائر الشرائع، (والذين آمنوا) (٤) لقرب حالهم من حال إبراهيم، (والله ولي المؤمنين) (٥) في تشريفهم إلى بلوغ مقام الخليل (عليه السلام) إذ القرب منه من درجة المحبة بقوله: ﴿ويحبهم ويحبونه﴾ (٦).
﴿بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين﴾ (٧). قال جعفر: من أوفى بالعهد الجاري عليه في الميثاق الأول. (واتقى) وطهر ذلك العهد وذلك الميثاق من تدنسه بباطل، والوفاء بالعهد الكون معه بقطع ما سواه. لذلك قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
" أصدق كلمة تكلم بها العرب قول لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل ". ومن وفى بالعهد سمي محبا والله يحب المتقين.
قال جعفر: ﴿كونوا ربانيين﴾ (8)، قال: مستمعين بسمع القلوب ناظرين بأعين الغيوب. قال جعفر: بإنفاق المهج يصل العبد إلى بر حبيبه وقرب مولاه.