عنه ضره، مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه. كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون) * (1) 5 - قال تعالى: * (ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه، إنه ليؤمن كفورا، ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته، ليقولن: ذهب السيئات عنى. إنه لفرح فخور، إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات. أولئك لهم مغفرة وأجر كبير) * (2) الحديث الشريف:
1 - عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: " أحسنوا جوار نعم الله، واحذروا أن تنقل عنكم إلى غيركم. أما! إنها لم تنتقل عن أحد قط، فكانت ترجع إليه. " قال: " وكان علي عليه السلام يقول: " قلما أدبر شئ فأقبل. " (3) 2 - أيضا عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام: أن أمير المؤمنين عليه السلام قال:
أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها، فإنها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها. " (4) أقول: نكتفي في بيان هذه الجملة من الحديث بما تقدم من الآيات والروايتين. وقد تقدم في ذيل كلامه عز وجل: " وصبروا على الجوع. "، (5) وكلامه عز وجل: " وشكروا على الرخاء. "، (6) وقوله عزو جل: " ولم يشكوا جوعهم ولا ظمأهم. " (7) ما يناسب هذا المقام، فراجع.
والذي ينبغي أن يقال هنا، هو أن من كان متوجها إلى الله سبحانه، وعلم بعين اليقين أن ما يصل إليه والى غيره، كله من عند الله، أو توجه بعين القلب إلى الدار الآخرة