ذيلها وغيرها من البيانات القرآنية والأحاديث المروية، أن الله سبحانه خلقنا للعبودية الواقعية، التي هي معرفته تعالى، فما كان مانعا ورادعا عن الوصول إلى هذا الغرض الأعلى والمقصد الأقصى، ينبغي بل يلزم التورع والتجنب منه، وما كان معينا للوصول إليه يلزم الاتيان به والسعي فيه والمسارعة والاستباق إليه، فأمل الانسان بالنسبة إلى هذا المقصد الأعلى، من الآمال الممدوحة، وكذا أمله بالنسبة إلى الأمور الخارجية والجهات البشرية التي توصله إلى المقصود.
فظهر من هذا البيان الموجز، الأمور الثلاثة المتقدمة، وكذا المراد مما أوردناه ذيل هذه الفقرة من الآيات والروايات، فإن الآية الأولى ناظرة إلى أن الأمل الممنوع، هو الذي يلهى صاحبه، والأحاديث ترشدنا إلى أن المبغوض، هو طول الأمل، أو الأمل الذي ينسى الآخرة، والأمل الذي لا أمد له ولا نهاية، والأمل الذي لا يمكن الوصول إليه، أو الذي يوجب التواني والتكاسل عن العمل، والأمل الذي ينسى الاجل، فتدبر.