ولاية يزيد بن عبد الملك بن مروان قال: وذكروا أن الأمر صار بعد عمر بن عبد العزيز (1)، إلى يزيد بن عبد الملك، بعد سليمان أخيه إليه بذلك، وإلى عمر، وكان يزيد قبل ولايته محبوبا في قريش بجميل مأخذه في نفسه، وهديه وتواضعه وقصده، وكان الناس لا يشكون إذا صار إليه الأمر، أن يسير بسيرة عمر لما ظهر منه. فلما صارت إليه الخلافة حال عما كان يظن به، وسار بسيرة الوليد أخيه، واحتذى على مثاله، وأخذ مأخذه (2)، حتى كأن الوليد لم يمت، فعظم ذلك على الناس، وصاروا من ذلك إلى أحوال يطول ذكرها، حتى هموا بخلعه، وجاءهم بذلك قوم من أشراف قريش، وخيار بني أمية، وكانت قلوبهم قد سكنت إلى هدي عمر، واطمأنت إلى عدله بعد النفار، والإنكار لسيرته، وعاد ذلك من قلوبهم إلى الرضا بأمره،
(١٤١)