بسيفه، فما زال يقاتلهم حتى أخرج وأسر، فلما أسر بعث الرجال، فقال:
اسقوني ماء. قال: ومعه رجل من بني أبي معيط (1)، ورجل من بني سليم يقال له: شهر بن حوشب. فقال له شهر بن حوشب: لا أسقيك إلا من البئر. فقال المعيطي: والله لا نسقيه إلا من الفرات، قال: فأمر غلاما له، فأتاه بإبريق من ماء، وقدح قوارير ومنديل. قال: فسقاه فتمضمض مسلم، فخرج الدم، فما زال يمسح الدم، ولا يسيغ شيئا منه حتى قال: أخروه عني. قال: فلما أصبح دعا به عبيد الله بن زياد وهو قصير، فقدمه لتضرب عنقه، فقال: دعني حتى أوصي، فقال: أوص. فنظر مسلم في وجوه الناس فقال لعمرو بن سعيد (2): ما أرى هاهنا من قريش غيرك، فادن مني حتى أكلمك، فدنا منه، فقال له: هل لك أن تكون سيد قريش ما كانت قريش؟ إن الحسين ومن معه وهم تسعون بين رجل وامرأة في الطريق فارددهم، واكتب إليهم بما أصابني (3). قال: فضرب عنقه وألقاه عمرو لعبيد الله وقال: أتدري ما قال؟ فقال عبيد الله: اكتم على ابن عمك. فقال عمرو: هو أعظم من ذلك، فقال ابن زياد: فأي شئ هو؟ قال: أخبرني أن الحسين ومن معه قد أقبل. وهم تسعون إنسانا بين رجل وامرأة. فقال: أما والله إذ دللت عليه لا يقاتلهم أحد غيرك.
قتال عمرو بن سعيد (2) الحسين وقتله قال: وذكروا أن عبيد الله بن زياد، بعث جيشا أمر عليهم عمرو بن سعيد (2)،