الأمير؟ فقال: غدرتم يا أهل العراق. قال: فرفع عبيد الله سيفه ليضربه (1)، فبدره مصعب بالسيف على البيضة، فنشب فيها، فجعل يقلب السيف ولا ينتزع من البيضة. قال: فجاء غلام لعبيد الله [بن زياد] بن ظبيان، فضرب مصعبا بالسيف فقتله، ثم جاء عبيد الله برأسه إلى عبد الملك، يدعي أنه قتله، فطرح رأسه وقال:
نطيع ملوك الأرض ما أقسطوا لنا (2) * وليس علينا قتلهم بمحرم قال: فوقع عبد الملك ساجدا، فتحامل عبيد الله على ركابه ليضرب عبد الملك بالسيف (3). فرفع عبد الملك رأسه وقال: والله يا عبيد الله لولا منتك لألحقتك سريعا به. قال: فبايعه الناس، ودخل الكوفة فبايعه أهلها.
ذكر حرب ابن الزبير وقتله قال: وذكروا أنه لما تمت البيعة لعبد الملك بن مروان من أهل العراق، وأتاه الحجاج بن يوسف فقال: يا أمير المؤمنين، إني رأيت في المنام كأني أسلخ عبد الله بن الزبير، فقال له عبد الملك: أنت له فاخرج إليه (4)، فخرج إليه الحجاج في ألف وخمس مئة رجل (5) من رجال أهل الشام حتى نزل الطائف،