جعفر لا يسميان عبد الرحمن (يعني أبا مسلم إلا عما). فلما قدم الكتاب إلى أبي مسلم، كتب إلى أبي العباس: إن كان رابك منه ريب فاضرب عنقه. فلما أتاه الكتاب قال له وزراؤه: إنك لا تأمن من أن يكون ذلك غدرا من أبي مسلم، وأن يكون إنما يريد أن يجد السبيل إلى ما تتخوف منه، ولكن اكتب إليه أن يبعث إليك برجل من قواده يضرب عنقه. فكتب إليه بذلك، وذكر في كتابه: إني لا أقدم ولا أؤخر إلا برأيك. فبعث إليه برجل يقال له مرار الضبي (1). فلما قدم على أبي العباس أمر ذلك الضبي أن يقعد له في الظلمة، في داخل الإمارة بالكوفة، فإذا خرج ضربه بالسيف برأسه، فقتله، ثم أمر بصلبه، فلما أصبح الناس إذا هم بأبي سلمة مصلوبا على دار الإمارة.
قتل رجال بني أمية بالشام قال: وذكروا أن أبا العباس ولى عمه عبد الله بن علي، الذي يقال له السفاح (2): الشام، وأمره أن يسكن فلسطين، وأن يجد السير نحوها، وهنأه بما