مجالستهم في أنديتهم ومجالسهم والاستماع إلى شعرائهم.
بينما مر في خبر أبي سلمة المخزومي شعر أبي طالب يقول:
كذبتم وبيت الله نبزي محمدا * ولما تروا يوما - لدى الشعب - قائما ويظهر منه - كما مر - أن ذلك كان في حين حصار الشعب، وقد ذكر القمي والطبرسي والراوندي وابن شهرآشوب أن مدة الحصار كانت أربع سنين (1) وقد قال الثلاثة - ما عدا القمي -: إن أبا طالب مات بعد ذلك بشهرين. وقد روى الصدوق عن الصادق (عليه السلام): أن أبا طالب لما حضرته الوفاة أوحى الله عز وجل إلى رسول الله: اخرج منها فليس لك بها ناصر فهاجر إلى المدينة (2) وروى العياشي عن علي بن الحسين (عليهما السلام): أن رسول الله لما فقد عمه أبا طالب أوحى الله إليه: يا محمد اخرج من القرية الظالم أهلها وهاجر إلى المدينة فليس لك اليوم بمكة ناصر (3).
وعليه فان بدء حصار الشعب كان متزامنا أو متقاربا مع بداية الهجرة إلى الحبشة، في شهر رجب من السنة الخامسة من مبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) (4) وبما أن بعثته كانت في شهر رجب على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) كما مرت أخباره، فذلك يعني أن هجرة الحبشة كانت في نهاية السنة الخامسة وبداية السادسة. وعلى قول ابن شهرآشوب: فلما توفي أبو طالب