لك الأطباء!
فقال (صلى الله عليه وآله): ليس شئ من ذلك، بل بعثني الله إليكم رسولا، وأنزل كتابا، فإن قبلتم ما جئت به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه أصبر حتى يحكم الله بيننا.
قالوا: إذن فليس أحد أضيق بلدا منا، فاسأل ربك أن يسير هذه الجبال ويجري لنا أنهارا كأنهار الشام والعراق، وأن يبعث لنا من مضى وليكن فيهم قصي - فإنه شيخ صدوق - لنسألهم عما تقول: أحق هو أم باطل؟
فقال: ما بهذا بعثت. قالوا: فإن لم تفعل ذلك فاسأل ربك أن يبعث ملكا يصدقك ويجعل لنا جنات وكنوزا وقصورا من ذهب.
فقال: ما بهذا بعثت، وقد جئتكم بما بعثني الله به، فإن قبلتم، والا فهو يحكم بيني وبينكم. قالوا: فاسقط علينا السماء كما زعمت أن ربك إن شاء فعل ذلك - قال: ذاك إلى الله إن شاء فعل.
وقال قائل منهم: لا نؤمن حتى تأتي بالله والملائكة قبيلا.
فقام النبي (صلى الله عليه وآله)، وقام معه عبد الله بن أبي أمية المخزومي ابن عمته عاتكة بنت عبد المطلب فقال: يا محمد! عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله، ثم سألوك لأنفسهم أمورا فلم تفعل، ثم سألوك أن تعجل ما تخوفهم به فلم تفعل، فوالله لا أؤمن بك أبدا حتى تتخذ سلما إلى السماء ثم ترقى فيه وأنا انظر ويأتي معك نفر من الملائكة يشهدون لك وكتاب يشهد لك.
وقال أبو جهل: إنه أبى الا سب الآلهة وشتم الآباء، وأنا أعاهد الله لأحملن حجرا، فإذا سجد ضربت به رأسه!
فانصرف رسول الله حزينا لما رأى من قومه، فأنزل الله سبحانه