ثوابه والمكذب لأليم عقابه. وانما كانت شجرة الزقوم فتنة لما روى: أن أبا جهل قال: إن محمدا يوعدكم بنار تحرق الحجارة ثم يزعم أنه تنبت فيها الشجرة! فقال المشركون: إن النار تحرق الشجرة فكيف تنبت الشجرة في النار؟! وصدق بها المؤمنون (1).
وقال فيه: روي أن قريشا لما سمعت الآية: * (ذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم) * (2) قالوا: ما نعرف هذه الشجرة، فقال ابن الزبعرى: الزقوم بلغة اليمن أو البربر: الزبد والتمر! فقال أبو جهل لجاريته: يا جارية زقمينا! فأتته الجارية بتمر وزبد، فقال لأصحابه: تزقموا بهذا الذي يخوفكم به محمد فيزعم أن النار تنبت الشجرة، والنار تحرق الشجرة. فأنزل الله: * (انا جعلناها فتنة للظالمين) * (3).
وأول ما ذكرت شجرة الزقوم في القرآن ذكرت في سورة الواقعة السادسة والأربعين، في قوله سبحانه: * (ثم انكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم) * (4) فالظاهر أن استهزاء أبي جهل والمشركين كان هنا لأول مرة، وفي سورة الإسراء بعد أربع سور من الواقعة أشار إلى فتنتهم بهذه الشجرة المذمومة في القرآن في سورة الواقعة. ثم كرر ذلك في سورة الصافات، والا فالصافات قد نزلت بعد الاسراء.