وروى اليعقوبي عن محمد بن الحسن أ نه قال: كانت قريش تفسد ذلك الحوض الذي كان يسقي منه عبد المطلب وتكسره، فرأى في المنام أيضا: أن قم فقل: اللهم إني لا أحله لمغتسل انما هو حل للشارب. فقام عبد المطلب فقال ذلك، فلم يكن يفسد ذلك الحوض أحد الا رمي بداء من ساعته، فتركوه.
وكان - لما حفر - وجد سيوفا وسلاحا وغزالا - من ذهب - مقرطا مجزعا ذهبا وفضة! فلما رأت قريش ذلك قالوا: يا أبا الحارث! أعطنا من هذا المال الذي أعطاك الله فإنها بئر أبينا إسماعيل فاشركنا معك، فقال:
أمهلوني. فلما استقام له الأمر جعل الذهب صفائح على باب الكعبة، وكان أول من حلى الكعبة بعد حليها على عهد جرهم (1).
وقال المسعودي: حفر عبد المطلب بن هاشم بئر زمزم، وكانت مطوية، وذلك في ملك كسرى قباد، فاستخرج منها غزالتي ذهب عليهما الدرر والجوهر وغير ذلك من الحلي، وسبعة أسياف قلعية وسبعة أدرع سوابغ، فضرب من الأسياف بابا للكعبة، وجعل إحدى الغزالين صفائح ذهب في الباب، وجعل الأخرى في الكعبة وجعل باب الكعبة مذهبا (2).