* (يضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم) * (1).
فما هو الإصر وما هي الأغلال التي كانت عليهم؟ لا شك أنها لم تكن أغلالا من حديد، بل الغرض منها هي تلك الأوهام والخرافات التي كانت تمنع عقولهم وأفكارهم عن الرشد والنمو، ولا شك أنها لا تقل عن أغلال الحديد ثقلا وضررا، إذ هذه الأغلال قد لا تنفك عن صاحبها حتى الموت وهي تمنعه عن كل حركة حتى لحلها، في حين لو كان الإنسان ذا عقل حر سليم كان بإمكانه ان يكسر كل طوق أو قيد.
إن من مفاخر رسول الإسلام (صلى الله عليه وآله) أنه كافح الخرافات والأوهام، وغسل العقل البشري منها.
إن ساسة العالم الذين لا يهمهم شئ سوى الرئاسة على الناس، يحاولون الإفادة من كل شئ في سبيل أغراضهم ومقاصدهم، فإذا كانت العقائد الخرافية والقصص القديمة مما يمكن ان تؤيد حكومتهم ورئاستهم، فلا مانع لهم من أن يروجوا لها ويفتحوا السبيل أمامها، وحتى لو كانوا أناسا مفكرين ذوي رأي ومنطق فإنهم سوف يدافعون عن هذه الخرافات باسم احترام آراء الناس وأفكارهم واعتقاداتهم.
اما رسول الله فإنه لم يمنع عن تلك العقائد الخرافية التي تضر بالمجتمع فحسب، بل كان يكافح حتى الأفكار التي كانت قد تؤيده وتدعم هدفه، وكان يسعى إلى أن يكون الناس أبناء الدليل والمنطق لا القصص والخرافات.
فقد روى البرقي في كتابه " المحاسن " بسنده عن أبي الحسن موسى بن