فلما اجتمعت لعمرو بن عامر أمواله أخبر الناس بشأن سيل العرم فقال: قد رأيت انكم ستمزقون كل ممزق، واني أصف لكم البلدان فاختاروا أيها شئتم. فنزل جمع من الأزد بقصر عمان المشيد فقيل لهم: أزد عمان. ولحق وادعة بن عمرو الأزدي وجمع معه بشعب كرود وهي أرض همدان فانتسبوا إليهم. وسكن جمع منهم ببطن مر فسموا خزاعة لانخزاعهم عمن كان معهم من الناس وهم بنو عمرو بن لحي. ولحق الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بيثرب فسكنوه. ولحق بنو غسان ببصرى وحفير من أرض الشام. ولحق مالك بن فهم الأزدي وولده بالعراق فسكنوه.
وخرج من كان بمأرب من الأزد يريدون أرضا يقيمون بها، فساروا حتى إذا كانوا بنجران تخلف أبو حارثة بن عمرو بن عامر ودعبل بن كعب فانتسبوا إلى مذحج، وخرج عمرو بن عامر وولده من مأرب فسار حتى إذا كان بين السراة ومكة أقام هنالك أناس من بني نصر من الأزد. وسار عمرو بن عامر وبنو مازن حتى نزلوا بين بلاد الأشعريين وعك على ماء يقال له غسان بين واديين يقال لهما زبيد ورمع، فأقاموا على غسان فسموا به، والسراة: جبل يقال له الحجاز أيضا سكن الأزد في سهله وجبله وما قاربه من ظهره، وانما سمي السراة ظهر هذا الجبل كما يقال لظهر الدابة السراة، وهو جبل يبدأ من تخوم الشام يفرز بين الحجاز وبين ما يلي أعمال دمشق والأردن وبلاد فلسطين " (1).
" وتخلف في مأرب مالك بن اليمان بن بهم بن عدي بن عمرو بن