ومنحوهم ألقابهم واتخذوهم حاجزا بينهم وبين البدو وغاراتهم، ومساعدا لهم في حروبهم ضد من يؤيد الفرس من عرب مناذرة الحيرة في العراق.
وليس بأيدينا من الوثائق التأريخية ما تبين بدقة تأريخ نشأة هذه الإمارة، إلا أنها ظهرت على صفحة التأريخ إثر قضاء الرومان على مملكة تدمر فدمروها سنة 273 م، ولكن تأريخها قبل أواخر القرن الخامس الهجري يحيط به الإبهام والغموض، وأول ملك يمكن الاطمئنان إلى أخباره من الوجهة التأريخية هو جبلة الذي غزا فلسطين سنة 497 م.
وانتشرت النصرانية بين عرب الشام من الغساسنة وعاملة وقضاعة وكلب وجذام، وكانوا على مذهب المنوفستيين أو اليعاقبة المنسوبين إلى يعقوب البرادعي حوالي الخمسمائة الميلادية، الذي كان يرى للمسيح إقنوما واحدا أي طبيعة بشرية واحدة غير إلهية.
وبكر بن وائل كانوا في ديار بكر فيما بين الشام إلى العراق ويليهم إلى شمال العراق إياد وتغلب، فنفذت النصرانية اليعقوبية فيهم أيضا، بل وتغلغلت في الحيرة قرب الكوفة فسموا العباديين نسبة إلى عبادة الله، ولكنهم غير يعاقبة بل نساطرة نسبة إلى نسطوريوس المتوفى سنة 450 م الذي كان يرى أن للمسيح إقنومين أي طبيعتين: اللاهوت مع الناسوت، وحتى دخل في النصرانية أواخرهم: النعمان بن المنذر وأخته هند بنت المنذر وبنت ديرا.
وكان في مكة جوار روميات (1) وعبدان نصرانيان من عين تمر