أرض عدونا ما هذا برأي ثم نادوه أن أخبرنا برأيك قال رأيي والله إنكم لم تكونوا قط أقرب من إحدى الحسنيين منكم يومكم هذا الشهادة والفتح ولا أرى أن تنصرفوا عما جمعكم الله عليه من الحق وأردتم به من الفضل أنا وهؤلاء مختلفون إن هؤلاء لو ظهروا دعونا إلى الجهاد مع ابن الزبير ولا أرى الجهاد مع ابن الزبير إلا ضلالا وإنا إن نحن ظهرنا رددنا هذا الامر إلى أهله وإن أصبنا فعلى نياتنا تائبين من ذنوبنا إن لنا شكلا وإن لابن الزبير شكلا إنا وإياهم كما قال أخو بنى كنانة أرى لك شكلا غير شكلي فأقصرى * عن اللوم إذ بدلت واختلف الشكل قال فانصرف الناس معه حتى نزل هيت فكتب سليمان: بسم الله الرحمن الرحيم للأمير عبد الله بن يزيد من سليمان بن صرد ومن معه من المؤمنين سلام عليك أما بعد فقد قرأنا كتابك وفهمنا ما نويت فنعم والله الوالي ونعم الأمير ونعم أخو العشيرة أنت والله من نأمنه بالغيب ونستنصحه في المشورة ونحمده على كل حال إنا سمعنا الله عز وجل يقول في كتابه " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة - إلى قوله - وبشر المؤمنين " إن القوم قد استبشروا ببيعتهم التي بايعوا إنهم قد تابوا من عظيم جرمهم وقد توجهوا إلى الله وتوكلوا عليه ورضوا بما قضى الله ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير والسلام عليك فلما أتاه هذا الكتاب قال استمات القوم أول خبر يأتيكم عنهم قتلهم وأيم الله ليقتلن كراما مسلمين ولا والذي هو ربهم لا يقتلهم عدوهم حتى تشتد شوكتهم وتكثر القتلى فيما بينهم (قال أبو مخنف) فحدثني يوسف بن يزيد عن عبد الله بن عوف بن الأحمر وعبد الرحمن بن جندب عن عبد الرحمن بن غزية قال خرجنا من هيت حتى انتهينا إلى قرقيسيا فلما دنونا منها وقف سليمان بن صرد فعبانا تعبية حسنة حتى مررنا بجانب قرقيسبا فنزلنا قريبا منها وبها زفر بن الحارث الكلابي قد تحصن بها من القوم ولم يخرج إليهم فبعث سليمان المسيب بن نجبة فقال ائت ابن عمك هذا فقل له فليخرج إلينا سوقا فإنا لسنا إياه نريد إنما صمدنا لهؤلاء المحلين فخرج المسيب بن نجبة حتى انتهى إلى باب قرقيسيا فقال افتحوا ممن تحصنون فقالوا من أنت قال أنا
(٤٥٩)