نجيز ولا نولي إلا رجلا ترضاه جماعتنا فقال مسعود فقد استخلفني فلا أدع ذلك أبدا فخرج في قومه حتى انتهى إلى القصر فدخله واجتمعت تميم إلى الأحنف بن قيس فقالوا له إن الأزد قد دخلوا المسجد قال ودخل المسجد فمه إنما هو لكم ولهم وأنتم تدخلونه قالوا فإنه قد دخل القصر فصعد المنبر وكانت خوارج قد خرجوا فنزلوا بنهر الأساورة حين خرج عبيد الله بن زياد إلى الشأم فزعم الناس أن الأحنف بعث إليهم أن هذا الرجل الذي قد دخل القصر لنا ولكم عدو فما يمنعكم من أن تبدؤا به فجاءت عصابة منهم حتى دخلوا المسجد ومسعود بن عمرو على المنبر يبايع من أتاه فيرميه علج يقال له مسلم من أهل فارس دخل البصرة فأسلم ثم دخل في الخوارج فأصاب قلبه فقتله وخرج وجال الناس بعضهم في بعض فقالوا قتل مسعود بن عمرو قتلته الخوارج فخرجت الأزد إلى تلك الخوارج فقتلوا منهم وجرحوا وطردوهم عن البصرة ودفنوا مسعودا فجاءهم الناس فقالوا لهم تعلمون أن بنى تميم يزعمون أنهم قتلوا مسعود بن عمرو فبعثت الأزد تسأل عن ذلك فإذا أناس منهم يقولونه فاجتمعت الأزد عند ذلك فرأسوا عليهم زياد ابن عمرو العتكي ثم ازدلفوا إلى بنى تميم وخرجت مع بنى تميم قيس وخرج مع الأزد مالك بن مسمع وبكر بن وائل فأقبلوا نحو بنى تميم وأقبلت تميم إلى الأحنف يقولون قد جاء القوم اخرج وهو متمكث إذ جاءته امرأة من قومه بمجمر فقالت يا أحنف اجلس على هذا أي إنما أنت امرأة فقال استك أحق بها فما سمع منه بعد كلمة كانت أرفث منها وكان يعرف بالحلم ثم إنه دعا برايته فقال اللهم انصرها ولا تذللها وإن نصرتها ألا يظهر بها ولا يظهر عليها اللهم احقن دماءنا وأصلح ذات بيننا ثم سار وسار ابن أخيه إياس بن معاوية بين يديه فالتقى القوم فاقتتلوا أشد القتال فقتل من الفريقين قتلى كثيرة فقالت لهم بنو تميم الله الله يا معشر الأزد في دمائنا ودمائكم بيننا وبينكم القرآن ومن شئتم من أهل الاسلام فإن كانت لكم علينا بينة أنا قتلنا صاحبكم فاختاروا أفضل رجل فينا فاقتلوه بصاحبكم وإن لم تكن لكم بينة فإنا نحلف بالله ما قتلنا ولا أمرنا ولا نعلم
(٤٠٥)