وابنا زياد عنده أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله فقلت السلام عليك أبا قيس قال وعليك السلام قلت بعثني إليك شقيق بن ثور يقرأ عليك السلام ويقول لك إنه بلغني فرد الكلام بعينه إلى فأخرجهما عنك قال مسعود والله قلت ذاك فقال عبيد الله كيف أبا ثور ونسى كنيته إنما كان يكنى أبا الفضل فقال أخوه عبد الله إنا والله لا نخرج عنكم قد أجرتمونا وعقدتم لنا ذمتكم فلا نخرج حتى نقتل بين أظهركم فيكون عارا عليكم إلى يوم القيامة قال وهب حدثنا الزبير بن الخريت عن أبي لبيد أن أهل البصرة اجتمعوا فقلدوا أمرهم النعمان بن صهبان الراسبي ورجلا من مضر ليختارا لهم رجلا فيولوه عليهم وقالوا من رضيتما لنا فقد رضيناه وقال غير أبى لبيد الرجل المضري قيس بن الهيثم السلمي قال أبو لبيد ورأى المضري في بنى أمية ورأى النعمان في بني هاشم فقال النعمان ما أرى أحدا أحق بهذا الامر من فلان لرجل من بنى أمية قال وذلك رأيك قال نعم قال قد قلدتك أمري ورضيت من رضيت ثم خرجا إلى الناس فقال المضري قد رضيت من رضى النعمان فمن سمى لكم فأنا به راض فقالوا للنعمان ما تقول فقال ما أرى أحدا غير عبد الله بن الحارث وهو بببة فقال المضري ما هذا الذي سميت لي قال بلى لعمري إنه لهو فرضى الناس بعبد الله وبايعوه قال أصحابنا دعت مضر إلى العباس بن الأسود بن عوف الزهري ابن أخي عبد الرحمن بن عوف ودعت اليمن إلى عبد الله بن الحارث بن نوفل فتراضى الناس أن حكموا قيس بن الهيثم والنعمان بن صهبان الراسبي لينظر في أمر الرجلين فاتفق رأيهما على أن يوليا المضري الهاشمي إلى أن يجتمع أمر الناس على إمام فقيل في ذلك:
نزعنا وولينا وبكر بن وائل * تجر خصاها تبتغى من تحالف فلما أمروا ببة على البصرة ولى شرطته هميان بن عدي السدوسي (قال أبو جعفر) وأما أبو عبيدة فيما حدثني محمد بن علي عن أبي سعدان عنه قص من خبر مسعود وعبيد الله ابن زياد وأخيه غير القصة التي قصها وهب بن جرير عمن روى عنهم خبرهم قال حدثني مسلمة بن محارب بن سلم بن زياد وغيره من آل زياد عمن أدرك ذلك منهم ومن مواليهم