مصرت البصرة فحول عمر بن الخطاب رحمه الله من تنوخ من المسلمين إلى البصرة وأقامت جماعة الأزد لم يتحولوا ثم لحقوا بالبصرة بعد ذلك في آخر خلافة معاوية وأول خلافة يزيد بن معاوية فلما قدموا قالت بنو تميم للأحنف بادر إلى هؤلاء قبل أن تسبقنا إليهم ربيعة وقال الأحنف إن أتوكم فاقبلوهم وإلا لا تأتوهم فإنكم إن أتيتموهم صرتم لهم أتباعا فأتاهم مالك بن مسمع ورئيس الأزد يومئذ مسعود ابن عمرو المعنى فقال مالك جددوا حلفنا وحلف كندة في الجاهلية وحلف بنى ذهل ابن ثعلبة في طيئ بن أدد من ثعل فقال الأحنف أما إذ أتوهم فلن يزالوا لهم أتباعا أذنابا قال أبو عبيدة فحدثني هبيرة بن جدير عن إسحاق بن سويد قال فلما أن جرت بكر إلى نصر الأزد على مضر وجددوا الحلف الأول وأرادوا أن يسيروا قالت الأزد لا نسير معكم إلا أن يكون الرئيس منا فرأسوا مسعودا عليهم قال أبو عبيدة فحدثني مسلمة بن محارب قال قال مسعود لعبيد الله سر معنا حتى نعيدك في الدار فقال ما أقدر على ذلك امض أنت وأمر برواحله فشدوا عليها أدواتها وسوادها وتزمل في أهبة السفر وألقوا له كرسيا على باب مسعود فقعد عليه وسار مسعود وبعث عبيد الله غلمانا له على الخيل مع مسعود وقال لهم إني لا أدرى ما يحدث فأقول إذا كان كذا فليأتني بعضكم بالخبر ولكن لا يحدثنا خير ولا شر إلا أتاني بعضكم به فجعل مسعود لا يأتي على سكة ولا يتجاوز قبيلة إلا أتى بعض أولئك الغلمان بخبر ذلك وقدم مسعود ربيعة وعليهم مالك بن مسمع فأخذوا جميعا سكة المربد فجاء مسعود حتى دخل المسجد فصعد المنبر وعبد الله بن الحارث في دار الامارة فقيل له إن مسعودا وأهل اليمن وربيعة قد ساروا وسيهيج بين الناس شر فلو أصلحت بينهم أو ركبت في بنى تميم عليهم وقال أبعدهم الله لا والله لا أفسدت نفسي في إصلاحهم وجعل رجل من أصحاب مسعود يقول:
لأنكحن ببه * جارية في قبه * تمشط رأس لعبه فهذا قول الأزد وربيعة فأما مضر فيقولون إن أمه هند بنت أبي سفيان كانت ترقصه وتقول هذا فلما لم يحل أحد بين مسعود وبين صعود المنبر خرج مالك بن