نحو من ثلثمائة رجل إني باعث إلى كل رجل منكم جملا وحقيبة وأداته وتناخ لكم الإبل في السوق فإذا أتاكم رسولي فاكسروا باب السجن ثم ليقم كل رجل منكم إلى جمله فليركبه ثم أقبلوا على حتى تأتوني فجاء رسوله حتى اشترى الإبل ثم جهزها بما ينبغي لها ثم أناخها في السوق ثم أتاهم حتى أعلمهم ذلك فكسروا باب السجن ثم خرجوا إلى الإبل فاستووا عليها ثم أقبلوا حتى انتهوا إلى عمرو بن سعيد فوجدوه حين قدم على يزيد بن معاوية فلما دخل عليه رحب به وأدنى مجلسه ثم أنه عاتبه في تقصيره في أشياء كان يأمره بها في ابن الزبير فلا ينفذ منها إلا ما أراد فقال يا أمير المؤمنين الشاهد يرى ما لا يرى الغائب وأن جل أهل مكة وأهل المدينة قد كانوا مالوا إليه وهووه وأعطوه الرضا ودعا بعضهم بعضا سرا ومن لانية ولم يكن معي جند أقوى بهم عليه لو ناهضته وقد كان يحذرني ويتحرز منى وكنت أرفق به وأداريه لاستمكر منه فأثب عليه مع أنى قد ضيقت عليه ومنعته من أشياء كثيرة لو تركته وإياها ما كانت له إلا معونة وجعلت على مكة وطرقها وشعابها رجالا لا يدعون أحدا يدخلها حتى يكتبوا إلى باسمه واسم أبيه ومن أي بلاد الله هو وما جاء به وما يريد فإن كان من أصحابه أو ممن أرى أنه يريده رددته صاغرا وإن كان ممن لا أتهم خليت سبيله وقد بعثت الوليد وسيأتيك من عمله وأثره ما لعلك تعرف به فضل مبالغتي في أمرك ومناصحتي لك إن شاء الله والله يصنع لك ويكبت عدوك يا أمير المؤمنين فقال له يزيد أنت أصدق ممن رقى هذه الأشياء عنك وحملني بها عليك وأنت ممن أثق به وأرجو معونته وأدخره لرأب الصدع وكفاية المهم وكشف نوازل الأمور العظام فقال له عمرو وما أرى يا أمير المؤمنين أن أحدا أولى بالقيام بتشديد سلطانك وتوهين عدوك والشدة على من نابذك منى وأقام الوليد بن عتبة يريد ابن الزبير فلا يجده إلا متحذرا متمنعا وثار نجدة بن عامر الحنفي باليمامة حين قتل الحسين وثار ابن الزبير فكان الوليد يفيض من المعرف وتفيض معه عامة الناس وابن الزبير واقف وأصحابه ونجدة واقف في أصحابه ثم يفيض ابن الزبير بأصحابه ونجدة بأصحابه لا يفيض واحد منهم بإفاضة صاحبه وكان نجدة يلقى ابن الزبير فيكثر حتى ظن الناس أنه
(٣٦٧)