بأيديكم وتنكلوا عن عدوكم وتزولوا عن مصافكم لا يرضى الله فعلكم ولا تقدموا من الناس صغيرا أو كبيرا الا يقول فضحت ربيعة الذمار وحاصت عن القتال وأتيت من قبلها العرب فإياكم ان تتشاءم بكم العرب والمسلمون اليوم وانكم ان تمضوا مقبلين مقدمين وتصيروا محتسبين فإن الاقدام لكم عادة والصبر منكم سجية واصبروا ونيتكم أن تؤجروا فإن ثواب من نوى ما عند الله شرف الدنيا وكرامة الآخرة ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا فقام رجل فقال ضاع والله أمر ربيعة حين جعلت إليك أمورها تأمرنا ألا نزول ولا نحول حتى تقتل أنفسنا وتسفك دماءنا ألا ترى الناس قد انصرف جلهم فقام إليه رجال من قومه فنهروه وتناولوه بألسنتهم فقال لهم خالد أخرجوا هذا من بينكم فإن هذا إن بقى فيكم ضركم وإن خرج منكم لم ينقصكم هذا الذي لا ينقص العدد ولا يملا البلد برحك الله من خطيب قوم كرام كيف جنبت السداد واشتد قتال ربيعة وحمير وعبيد الله بن عمر حتى كثرت بينهم القتلى فقتل سمير بن الريان بن الحارث العجلي وكان من أشد الناس بأسا * قال أبو مخنف حدثني جعفر بن أبي القاسم العبدي عن يزيد بن علقمة عن زيد بن بدر العبدي أن زياد بن خصفة أتى عبد القيس يوم صفين وقد عبيت قبائل حمير مع ذي الكلاع وفيهم عبيد الله بن عمر بن الخطاب لبكر بن وائل فقوتلوا قتالا شديدا خافوا فيه الهلاك فقال زياد بن خصفة يا عبد القيس لا بكر بعد اليوم فركبنا الخيول ثم مضينا فواقفناهم فما لبثنا الا قليلا حتى أصيب ذو الكلاع وقتل عبيد الله بن عمر رضي الله عنه فقالت همدان قتله هانئ بن خطاب الأرحبي وقالت حضر موت قتله مالك بن عمرو التنعي وقالت بكر بن وائل قتله محرز بن الصحصح من بنى عائش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة وأخذ سيفه ذا الوشاح فأخذ به معاوية بالكوفة بكر بن وائل فقالوا إنما قتله رجل منا من أهل البصرة يقال له محرز بن الصحصح فبعث إليه بالصرة فأخذ منه السيف وكان رأس النمر بن قاسط عبد الله ابن عمرو من بنى تميم * قال هشام بن محمد الذي قتل عبيد الله بن عمر رضي الله عنه محرز بن الصحصح وأخذ سيفه ذا الوشاح سيف عمرو في ذلك قول كعب
(٢٥)