تكادون ولا تكيدون ويتنقص أطرافكم ولا تتحاشون ولا ينام عنكم وأنتم في غفلة ساهون ان أخا الحرب اليقظان ذو عقل وبات لذل من وادع وغلب المتجادلون والمغلوب مقهور ومسلوب ثم قال أما بعد فان لي عليكم حقا وان لكم على حقا فأما حقكم على فالنصيحة لكم ما صحبتكم وتوفير فيئكم عليكم وتعليمكم كيما لا تجهلوا وتأديبكم كي تعلموا وأما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة والنصح لي في الغيب والمشهد والاجابة حين أدعوكم والطاعة حين آمركم فان يرد الله بكم خيرا انتزعوا عما أكره وتراجعوا إلى ما أحب تنالوا ما تطلبون وتدركوا ما تأملون * وكان غير أبى مخنف يقول كانت الوقعة بين على وأهل النهر سنة 38 وهذا القول عليه أكثر أهل السير * ومما يصححه أيضا ما حدثني به عمارة الأسدي قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا نعيم قال حدثني أبو مريم أن شبث بن ربعي وابن الكواء خرجا من الكوفة إلى حروراء فأمر على الناس أن يخرجوا بسلاحهم فخرجوا إلى المسجد حتى امتلا بهم فأرسل إليهم بئس ما صنعتم حين تدخلون المسجد بسلاحكم اذهبوا إلى جبانة مراد حتى يأتيكم أمري قال أبو مريم فانطلقنا إلى جبانة مراد فكنا بها ساعة من نهار ثم بلغنا أن القوم قد رجعوا وهم زاحفون قال فقلت أنطلق أنا حتى أنظر إليهم فانطلقت حتى أتخلل صفوفهم حتى انتهيت إلى شبث بن ربعي وابن الكواء وهما واقفان متوركان على دابتيهما وعندهما رسل على وهم يناشدونهما الله لما رجعا بالناس ويقولون لهم نعيذكم بالله أن تعجلوا بفتنة العام خشية عام قابل فقام رجل إلى بعض رسل على فعقر دابته فنزل الرجل وهو يسترجع فحمل سرجه فانطلق به وهم يقولون ما طلبنا إلا منابذتهم وهم يناشدونهم الله فمكنا ساعة ثم انصرفوا إلى الكوفة كأنه يوم فطر أو أضحى قال وكان على يحدثنا قبل ذلك أن قوما يخرجون من الاسلام يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية علامتهم رجل محدج اليد قال وسمعت ذلك منه مرارا كثيرة قال وسمعه نافع المخدج أيضا حتى رأيته يتكره طعامه من كثرة ما سمعه يقول وكان نافع معنا يصلى في المسجد بالنهار ويبيت فيه بالليل وقد كنت كسوته برنسا فلقيته
(٦٨)