الثواب وأحسن له المآب اصبر لعدوك وشمر للحرب وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وأكثر ذكر الله والاستعانة به والخوف منه يكفك ما أهمك ويعنك على ما ولاك أعاننا الله وإياك على ما لا ينال الا برحمته والسلام عليك فكتب إليه محمد بن أبي بكر جواب كتابه بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله على أمير المؤمنين من محمد بن أبي بكر سلام عليك فإني أحمد الله إليك الذي لا إله غيره أما بعد فإني قد انتهى إلى كتاب أمير المؤمنين ففهمته وعرفت ما فيه وليس أحد من الناس بأرضى منى برأي أمير المؤمنين ولا أجهد على عدوه ولا أرأف بوليه منى وقد خرجت فعسكرت وآمنت الناس إلا من نصب لنا حربا وأظهر لنا خلافا وأنا متبع أمر أمير المؤمنين وحافظه وملتجي إليه وقائم به والله المستعان على كل حال والسلام عليك * قال أبو مخنف حدثني أبو جهضم الأزدي رجل من أهل الشأم عن عبد الله بن حوالة الأزدي أن أهل الشأم لما انصرفوا من صفين كانوا ينتظرون ما يأتي به الحكمان فلما انصرفا وتفرقا بايع أهل الشأم معاوية بالخلافة ولم يزدد الا قوة واختلف الناس بالعراق على على فما كان لمعاوية هم إلا مصر وكان لأهلها هائبا خائفا لقربهم منه وشدتهم على من كان على رأى عثمان وقد كان على ذلك علم أن بها قوما قد ساءهم قتل عثمان وخالفوا عليا وكان معاوية يرجو أن يكون إذا ظهر عليها ظهر على حرب على لعظم خراجها قال فدعا معاوية من كان معه من قريش عمرو بن العاص وحبيب بن مسلمة وبسر بن أبي أرطاة والضحاك بن قيس وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد ومن غيرهم أبا الأعور عمرو بن سفيان السلمي وحمزة بن مالك الهمداني وشرحبيل ابن السمط الكندي فقال لهم أتدرون لم دعوتكم انى قد دعوتكم لأمر مهم أحب أن يكون الله قد أعان عليه فقال القوم كلهم أو من قال منهم ان الله لم يطلع على الغيب أحدا وما يدرينا ما تريد فقال عمرو بن العاص أرى والله أمر هذه البلاد الكثير خراجها والكثير عددها وعدد أهلها أهمك أمرها فدعوتنا إذا لتسألنا عن رأينا في ذلك فان كنت لذلك دعوتنا وله جمعتنا فاعزم وأقدم ونعم الرأي رأيت ففي افتتاحها عزك وعز أصحابك وكبت عدوك وذل أهل الخلاف عليك
(٧٣)