وأنا رجل من أهل الخراج فنزل به الأشتر فأتاه الدهقان بعلف وطعام حتى إذا طعم أتاه بشربة من عسل قد جعل فيها سما فسقاه إياه فلما شربها مات وأقبل معاوية يقول لأهل الشأم ان عليا وجه الأشتر إلى مصرفا فادعوا الله أن يكفيكموه قال فكانوا كل يوم يدعون الله على الأشتر وأقبل الذي سقاه إلى معاوية فأخبره بمهلك الأشتر فقام معاوية في الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وقال أما بعد فإنه كانت لعلى ابن أبي طالب يدان يمينان قطعت إحداهما يوم صفين يعنى عمار بن ياسر وقطعت الأخرى اليوم يعنى الأشتر * قال أبو مخنف حدثني فضيل بن خديج عن مولى للأشتر قال لما هلك الأشتر وجدنا في ثقله رسالة على إلى أهل مصر بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله على أمير المؤمنين إلى أمة المسلمين الذين غضبوا لله حين عصى في الأرض وضرب الجور بأرواقه على البر والفاجر فلا حق يستراح إليه ولا منكر يتناهى عنه سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو أما بعد فقد بعثت إليكم عبدا من عبيد الله لا ينام أيام الخوف ولا ينكل عن الأعادي حذار الدوائر أشد على الكفار من حريق النار وهو مالك بن الحارث أخو مذحج فاسمعوا له وأطيعوا فإنه سيف من سيوف الله لا نابى الضريبة ولا كليل الحد فإن أمركم أن تقدموا فأقدموا وان أمركم أن تنفروا فانفرو افانه لا يقدم ولا يحجم الا بأمري وقد آثرتكم به على نفسي لنصحه لكم وشدة شكيمته على عدوكم عصمكم الله بالهدى وثبتكم على اليقين والسلام. قال ولما بلغ محمد بن أبي بكر أن عليا قد بعث الأشتر شق عليه فكتب على إلى محمد بن أبي بكر عند مهلك الأشتر وذلك حين بلغه موجدة محمد ابن أبي بكر لقدوم الأشتر عليه بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله على أمير المؤمنين إلى محمد بن أبي بكر سلام عليك أما بعد فقد بلغني موجدتك من تسريحي الأشتر إلى عملك وإني لم أفعل ذلك استبطاء لك في الجهاد ولا ازديادا منى لك في الجد ولو نزعت ما تحت يدك من سلطانك لوليتك ما هو أيسر عليك في المؤنة وأعجب إليك ولاية منه إن الرجل الذي كنت وليته مصر كان لنا نصيحا وعلى عدونا شديدا وقد استكمل أيامه ولاقى حمامه ونحن عنه راضون فرضى الله عنه وضاعف له
(٧٢)