فحمل مالا قال أبو زيد قال أبو عبيدة كانت أرزاقا قد اجتمعت فحمل معه مقدار ما اجتمع له فبعث الأخماس كلها فلحقوه بالطف فتواقفوا يريدون أخذ المال فقال قيس والله لا يوصل إلى ذلك وفينا عين تطرف وقال صبرة بن شيمان الحداني يا معشر الأزد والله إن قيسا لاخواننا في الاسلام وجيراننا في الدار وأعواننا على العدو وإن الذي يصيبكم من هذا المال لو رد عليكم لقيل وهم غدا خير لكم من المال قالوا فما ترى قال انقرفوا عنهم ودعوهم فأطاعوه فانصرفوا فقال بكر وعبد القيس نعم الرأي رأى صبرة لقومه فاعتزلوا أيضا فقالت بنو تميم والله لا نفارقهم نقاتلهم عليه فقال الأحنف قد ترك قتالهم من هو أبعد منكم رحما فقالوا والله لنقاتلنهم فقال إذا لا أساعدكم عليهم فاعتزلهم قال فرأسوا عليهم ابن المجاعة من بنى تميم فقاتلوهم وحمل الضحاك على ابن المجاعة فطعنه واعتنقه عبد الله ابن رزين فسقطا إلى الأرض يعتركان وكثر الجراح فيهم ولم يكن بينهم قتيل فقالت الأخماس ما صنعنا شيئا اعتزلناهم وتركناهم يتحاربون فضربوا وجوه بعضهم عن بعض وقالوا لبنى تميم فنحن أسخى منكم أنفسا حين تركنا هذا المال لبنى عمكم وأنتم تقاتلونهم عليه إن القوم قد حملوا وحموا فخلوهم وإن أحببتم فانصرفوا ومضى ابن عباس ومعه نحو من عشرين رجلا حتى قدم مكة * وحدثني أبو زيد قال زعم أبو عبيدة ولم أسمعه منه أن ابن عباس لم يبرح من البصرة حتى قتل علي عليه السلام فشخص إلى الحسن فشهد الصلح بينه وبين معاوية ثم رجع إلى البصرة وثقله بها فحمله ومالا من بيت المال قليلا وقال هي أرزاقي قال أبو زيد ذكرت ذلك لأبي الحسن فأنكره وزعم أن عليا قتل وابن عباس بمكة وأن الذي شهد الصلح بين الحسن ومعاوية عبيد الله بن عباس (وفى هذه السنة) قتل علي بن أبي طالب عليه السلام واختلف في وقت قتله فقال أبو معشر ما حدثني به أحمد بن ثابت قال حدثت عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر قال قتل على في شهر رمضان يوم الجمعة لسبع عشرة خلت منه سنة 40 وكذلك قال الواقدي حدثني بذلك الحارث عن ابن سعد عنه وأما أبو زيد فحدثني
(١٠٩)