إلى عمر يعلمه مكانه وأنه لو كان معه عدد يسير ظفر بمن قبله من العجم فنفاهم من بلادهم وكانت الأعاجم بتلك الناحية قد هابوه بعد وقعة خالد بنهر المرأة فكتب إليه عمر إنه أتاني كتابك أنك تغير على من قبلك من الأعاجم وقد أصبت ووفقت أقم مكانك واحذر على من معك من أصحابك حتى يأتيك أمري فوجه عمر شريح ابن عامر أحد بني سعد بن بكر إلى البصرة فقال له كن ردءا للمسلمين بهذه الجيزة فاقبل إلى البصرة فترك بها قطبة ومضى إلى الأهواز حتى انتهى إلى دارس وفيها مسلحة للأعاجم فقتلوه وبعث عمر عتبة بن غزوان * حدثنا عمر قال حدثني علي عن عيسى بن يزيد عن عبد الملك بن حذيفة ومحمد بن الحجاج عن عبد الملك بن عمير قال إن عمر قال لعتبة بن غزوان إذ وجهه إلى البصرة يا عتبة انى قد استعملتك على أرض الهند وهي حومة من حومة العدو وأرجو أن يكفيك الله ما حولها وأن يعينك عليها وقد كتبت إلى العلاء بن الحضرمي أن يمدك بعرفجة بن هرثمة وهو ذو مجاهدة للعدو ومكايدته فإذا قدم عليك فاستشره وقربه وادع إلى الله فمن أجابك فاقبل منه ومن أبى فالجزية عن صغار وذلة والا فالسيف في غير هوادة واتق الله فيما وليت وإياك أن تنازعك نفسك إلى كبر يفسد عليك إخوتك وقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعززت به بعد الذلة وقويت به بعد الضعف حتى صرت أميرا مسلطا وملكا مطاعا تقول فيسمع منك وتأمر فيطاع أمرك فيالها نعمة إن لم ترفعك فوق قدرك وتبطرك على من دونك احتفظ من النعمة احتفاظك من المعصية ولهى أخوفهما عندي عليك أن تستدرجك وتخدعك فتسقط سقطة تصبر بها إلى جهنم أعيذك بالله ونفسي من ذلك أن الناس أسرعوا إلى الله حين رفعت لهم الدنيا فأرادوها فأرد الله ولا ترد الدنيا واتق مصارع الظالمين * حدثني عمر بن شبة قال حدثنا علي قال حدثنا أبو إسماعيل الهمداني وأبو مخنف عن مجالد ابن سعيد عن الشعبي قال قدم عتبة بن غزوان البصرة في ثلثمائة فلما رأى منبت القصب وسمع نقيق الضفادع قال إن أمير المؤمنين أمرني أن أنزل أقصى البر من أرض العرب وأدنى أرض الريف من أرض العجم فهذا حيث واجب علينا فيه
(٩٢)