وكان واثقا بنفسه ومضى حتى دخل بيت أعلاج له وهم ينقلون ثيابا لهم قال مالكم قالوا أخرجتنا الزنابير وغلبتنا على بيوتنا فدعا بجلاهق وبطين فجعل يرميهن حتى ألزقهن بالحيطان فأفناهن وانتهى إليه الفزع فقام وأمر علجا فأسرج له فانقطع حزامه فشده على عجل وركب ثم خرج فوقف ومر به رجل فطعنه وهو يقول:
خذها وأنا ابن المخارق فقتله ثم مضى ما يلتفت إليه (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن سعيد بن المرزبان بمثله وإذا هو ابن المخارق بن شهاب قالوا وأدرك رجل من المسلمين رجلا منهم معه عصابة يتلاومون ويقولون من أي شئ فررنا ثم قال قائل منهم لرجل منهم ارفع لي كرة فرماها لا يخطئ فلما رأي ذلك عاج وعاجوا معه وهو أمامهم فانتهى إلى ذلك الرجل فرماه من أقرب مما كان يرمى منه الكرة ما يصيبه حتى وقف عليه الرجل ففلق هامته وقال أنا ابن مشرط الحجارة وتفار عن الفارسي وأصحابه وقالوا جميعا محمد والمهلب وطلحة وعمرو وأبو عمر وسعيد قالوا ولما دخل سعد المدائن فرأى خلوتها وانتهى إلى ايوان كسرى أقبل يقرأ " كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين " وصلى فيه صلاة الفتح ولا تصلى جماعة فصلى ثماني ركعات لا يفصل بينهن واتخذه مسجدا وفيه تماثيل الجص رجال وخيل ولم يمتنع ولا المسلمون لذلك وتركوها على حالها قالوا وأتم سعد الصلاة يوم دخلها وذلك أنه أراد المقام بها وكانت أول جمعة بالعراق جمعت جماعة بالمدائن في صفر سنة ستة عشر ذكر ما جمع من فئ أهل المدائن (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن محمد والمهلب وعقبة وعمرو وأبى عمر وسعيد قالوا نزل سعد ايوان كسرى وقدم زهرة وأمره أن يبلغ النهروان فبعث في كل وجه مقدار ذلك لنفي المشركين وجمع الفيوء ثم تحول إلى القصر بعد ثالثة ووكل بالاقباض عمرو بن عمرو بن مقرن وأمره بجمع ما في القصر والإيوان