بلائهم ويرم أمور الناس بعد ويتعاهدهم عند الشدائد والنوازل حتى تكشف ويبدأ بأهل الفئ (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن محمد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال جمع الناس عمر بالمدينة حين انتهى إليه فتح القادسية ودمشق فقال إني كنت امرءا تاجرا يغنى الله عيالي بتجارتي وقد شغلتموني بأمركم فماذا ترون أنه يحل لي من هذا المال فأكثر القوم وعلي عليه السلام ساكت فقال ما تقول يا علي فقال ما أصلحك وأصلح عيالك بالمعروف ليس لك من هذا المال غيره فقال القوم القول قول ابن أبي طالب (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن محمد عن عبيد الله عن نافع عن أسلم قال قام رجل إلى عمر بن الخطاب فقال ما يحل لك من هذا المال فقال ما أصلحني وأصلح عيالي بالمعروف وحلة الشتاء وحلة الصيف وراحلة عمر للحج والعمرة ودابة في حوائجه وجهاده (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن مبشر بن الفضيل عن سالم بن عبد الله قال لما ولى عمر قعد على رزق أبي بكر الذي كانوا فرضوا له فكان بذلك فاشتدت حاجته فاجتمع نفر من المهاجرين منهم عثمان وعلي وطلحة والزبير فقال الزبير لو قلنا لعمر في زيادة نزيدها إياه في رزقه فقال علي وددنا قبل ذلك فانطلقوا بنا فقال عثمان إنه عمر فهلموا فلنستبرئ ما عنده من وراء نأتي حفصة فنسألها ونستكتمها فدخلوا عليها وأمروها أن تخبر بالخبر عن نفر ولا تسمى له أحدا إلا أن يقبل وخرجوا من عندها فلقيت عمر في ذلك فعرفت الغضب في وجهه وقال من هؤلاء قالت لا سبيل إلى علمهم حتى أعلم رأيك فقال لو علمت من هم لسؤت وجوههم أنت بيني وبينهم أنشدك بالله ما أفضل ما اقتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتك من الملبس قالت ثوبين ممشقين كان يلبسهما للوفد ويخطب فيهما للجمع قال فأي الطعام ناله عندك أرفع قالت خبزنا خبزة شعير فصببنا عليها وهي حارة أسفل عكة لنا فجعلناها هشة دسمة فأكل منها وتطعم منها استطابة لها قال فأي مبسط كان يبسطه عندك كان أوطأ قالت كساء لنا ثخين كنا نربعه في الصيف فنجعله تحتنا فإذا كان الشتاء بسطنا نصفه
(١١١)