وتدثرنا بنصفه قال يا حفصة فأبلغيهم عني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدر فوضع الفضول مواضعها وتبلغ بالترجية وانى قدرت فوالله لأضعن الفضول مواضعها ولا تبلغن بالترجية وإنما مثلي ومثل صاحبي كثلاثة سلكوا طريقا فمضى الأول وقد تزود وزاد فبلغ ثم اتبعه الآخر فسلك طريقه فأفضى إليه ثم اتبعه الثالث فان لزم طريقهما ورضى بزادهما لحق بهما وكان معهما وإن سلك غير طريقهما لم يجامعهما (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن عطية عن أصحابه والضحاك عن ابن عباس قال لما افتتحت القادسية وصالح من صالح من أهل السواد وافتتحت دمشق وصالح أهل دمشق قال عمر للناس اجتمعوا فأحضروني علمكم فيما أفاء الله على أهل القادسية وأهل الشأم فاجتمع رأى عمر وعلي على أن يأخذوا من قبل القرآن فقالوا ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى يعني من الخمس فلله وللرسول إلى الله وإلى الرسول من الله الامر وعلى الرسول القسم ولذي القربى واليتامى والمساكين الآية ثم فسروا ذلك بالآية التي تليها للفقراء المهاجرين الآية فأخذوا الأربعة الأخماس على ما قسم عليه الخمس فيمن بدئ به وثنى وثلث وأربعة أخماس لمن أفاء الله عليه المغنم ثم استشهدوا على ذلك أيضا واعلموا أنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه فقسم الأخماس على ذلك واجتمع على ذلك عمر وعلي وعمل به المسلمون بعده فبدأ المهاجرين ثم بالأنصار ثم التابعين الذين شهدوا معهم وأعانوهم ثم فرض الأعطية من الجزاء على من صالح أو دعى إلى الصلح من جزائه مردود عليهم بالمعروف وليس في الجزاء أخماس والحزاء لمن منع الذمة ووفى لهم ممن ولى ذلك منهم ولمن لحق بهم فأعانهم الا أن يؤاسوا بفضله من طيب أنفس منهم من لم ينل مثل الذي نالوا (قال الطبري) وفي هذه السنة أعني سنة خمسة عشر كانت وقعات في قول سيف بن عمرو في قول ابن إسحاق كان ذلك في سنة ستة عشر وقد ذكرنا الرواية بذلك عنه قبل وكذلك ذلك في قول الواقدي نذكر الآن الاخبار التي وردت بما كان بين ما ذكرت من الحروب إلى انقضاء السنة التي ذكرت أنهم اختلفوا فيما كان فيها من ذلك
(١١٢)