قد كانت الروم قد دفنت بها بيت المقدس في زمان بني إسرائيل فلما صار إليهم أبرزوا بعضها وتركوا سائرها وقال يا أيها الناس اصنعوا كما أصنع وجثا في أصلها وحثا في فرج من فروج قبائه وسمع التكبير من خلفه وكان يكره سوء الرعة في كل شئ فقال ما هذا فقالوا كبر كعب وكبر الناس بتكبيره فقال علي به فأتى به فقال يا أمير المؤمنين إنه قد تنبأ على ما صنعت اليوم نبي منذ خمسمائة سنة فقال وكيف فقال إن الروم أغاروا على بني إسرائيل فأديلوا عليهم فدفنوه ثم أديلوا فلم يفرغوا له حتى أغارت عليهم فارس فبغوا على بني إسرائيل ثم أديلت الروم عليهم إلى أن وليت فبعث الله نبيا على الكناسة فقال أبشري أورى شلم عليك الفاروق ينقيك مما فيك وبعث إلى القسطنطينية نبي فقام على تلها فقال يا قسطنطينية ما فعل أهلك ببيتي أخربوه وشبهوك كعرش وتأولوا على فقد قضيت عليك أن أجعلك جلحاء يوما ما لا يأوى إليك أحدا ولا يستظل فيك علي أيدي بني القاذر وسبإ وودان فما أمسوا حتى ما بقي منه شئ وعن ربيعة الشامي بمثله وزاد أتاك الفاروق في جندي المطيع ويدركون لأهلك بثأرك في الروم وقال في قسطنطينية أدعك جلحاء بارزة للشمس لا يأوى إليك أحد ولا تظلينه وعن أنس بن مالك شهدت ايلياء مع عمر فبينا هو يطعم الناس يوما بها أتاه راهبها وهو لا يشعر أن الخمر محرمة فقال هل لك في شراب نجده في كتبنا حلالا إذا حرمت الخمر فدعاه به فقال من أي شئ هذا فأخبره أنه طبخه عصيرا حتى صار إلى ثلثه فغرف بإصبعه ثم حركه في الاناء فشطره فقال هذا طلاء فشبهه بالقطران وشرب منه وأمر أمراء الأجناد بالشام به وكتب في الأمصار إني أتيت بشراب مما قد طبخ من العصير حتى ذهب ثلثاه وبقى ثلثه كالطلاء فاطبخوه وارزقوه المسلمين وعن أبي عثمان وأبي حارثة قالا ولحق أرطبون بمطر مقدم عمر الجابية ولحق به من أحب ممن أبى الصلح ثم لحق عند صلح أهل مصر وغلبهم بالروم في البحر وبقى البحر وبقى بعد ذلك فكان يكون على صوائف الروم والتقى هو وصاحب صائفة المسلمين فيختلف هو ورجل من قيس يقال له ضريس فقطع يد القيسي وقتله
(١٠٧)