وفعلوا ثم بايعوني وبايعني طلحة والزبير ثم نكثا بيعتي وألبا الناس علي ومن العجب انقيادهما لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما وخلافهما علي والله إنهما ليعلمان أنى لست بدون رجل ممن قد مضى اللهم فاحلل ما عقدا ولا تبرم ما قد أحكما في أنفسهما وارهما المساءة فيما قد عملا (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا ولما نزل علي الثعلبية أتاه الذي لقى عثمان بن حنيف وحرسه فقام وأخبر القوم الخبر وقال اللهم عافني مما ابتليت به طلحة والزبير من قتل المسلمين وسلمنا منهم أجمعين ولما انتهى إلى الأساد أتاه ما لقى حكيم بن جبلة وقتلة عثمان ابن عفان رضي الله عنه فقال الله أكبر ما ينجيني من طلحة والزبير إذ أصابا تأرهما أو ينجيهما وقرأ (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها) وقال دعا حكيم دعوة الزماع * حل بها منزلة النزاع ولما انتهوا إلى ذي قار انتهى إليه فيها عثمان بن حنيف وليس في وجهه شعر فلما رآه علي نظر إلى أصحابه فقال انطلق هذا من عندنا وهو شيخ فرجع إلينا وهو شاب فلم يزل بذي قار يتلوم محمدا ومحمدا وأتاه الخبر بما لقيت ربيعة وخروج عبد القيس ونزولهم بالطريق فقال عبد القيس خير ربيعة في كل ربيعة خير وقال يا لهف نفسي على ربيعه * ربيعة السامعة المطيعة قد سبقتني فيهم الوقيعة * دعا علي دعوة سميعه حلوا بها المنزلة الرفيعة قال وعرضت عليه بكر بن وائل فقال لهم مثل ما قال لطيئ وأسد ولما قدم محمد ومحمد على الكوفة وأتيا أبا موسى بكتاب أمير المؤمنين وقاما في الناس بأمره فلم يجابا إلى شئ فلما أمسوا دخل ناس من أهل الحجى على أبي موسى فقالوا ما ترى في الخروج فقال كان الرأي بالأمس ليس باليوم ان الذي تهاونتم به فيما مضى هو الذي جر عليكم ما ترون وما بقى إنما هما أمران العقود سبيل الآخرة والخروج سبيل الدنيا فاختاروا فلم ينفر إليه أحد فغضب الرجلان وأغلظا
(٤٩٦)