وكانوا قد تفرقوا في الثغور انكم إنما خرجتم أن تجاهدوا في سبيل الله عز وجل تطلبون دين محمد صلى الله عليه وسلم فإن دين محمد قد أفسد من خلفكم وترك فهلموا فأقيموا دين محمد صلى الله عليه وسلم فأقبلوا من كل أفق حتى قتلوه وكتب عثمان إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح عامله على مصر حين تراجع الناس عنه وزعم أنه تائب بكتاب في الذين شخصوا من مصر وكانوا أشد أهل الأمصار عليه أما بعد فانظر فلانا وفلانا فاضرب أعناقهم إذا قدموا عليك فانظر فلانا وفلانا فعاقبهم بكذا وكذا منهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم قوم من التابعين فكان رسوله في ذلك أبو الأعور بن سفيان السلمي حمله عثمان على جمل له ثم أمره أن يقبل حتى يدخل مصر قبل أن يدخلها القوم فلحقهم أبو الأعور ببعض الطريق فسألوه أين يريد قال أريد مصر ومعه رجل من أهل الشأم من خولان فلما رأوه على جمل عثمان قالوا له هل معك كتاب قال لا قالوا فيم أرسلت قال لا علم لي قالوا ليس معك كتاب ولا علم لك بما أرسلت إن أمرك لمريب ففتشوه فوجدوا معه كتابا في إداوة يابسة فنظروا في الكتاب فإذا فيه قتل بعضهم وعقوبة بعضهم في أنفسهم وأموالهم فلما رأوا ذلك رجعوا إلى المدينة فبلغ الناس رجوعهم والذي كان من أمرهم فتراجعوا من الآفاق كلها وثار أهل المدينة * حدثني جعفر قال حدثنا عمرو وعلي قالا حدثنا حسين عن أبيه عن محمد بن السائب الكلبي قال إنما رد أهل مصر إلى عثمان بعد انصرافهم عنه أنه أدركهم غلام لعثمان على جمل له بصحيفة إلى أمير مصر أن يقتل بعضهم وأن يصلب بعضهم فلما أتوا عثمان قالوا هذا غلامك قال غلامي انطلق بغير علمي قالوا جملك قال أخذه من الدار بغير أمري قالوا خاتمك قال نقش عليه فقال عبد الرحمن بن عديس التجيبي حين أقبل أهل مصر أقبلن من بلبيس والصعد * خوصا كأمثال القسي قود مستحقبات حلق الحديد * يطلبن حق الله في الوليد وعند عثمان وفى سعيد * يا رب فارجعنا بما نريد
(٤٠١)