فقال والله لأطرحن هذه الجامعة في عنقك أو لتتركن بطانتك هذه قال عثمان أي بطانة فوالله إني لأتخير الناس فقال مروان تخيرته ومعاوية تخيرته وعبد الله ابن عامر بن كريز تخيرته وعبد الله بن سعد تخيرته منهم من نزل القرآن بدمه وأباح رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه قال فانصرف عثمان فما زال الناس مجترئين عليه إلى هذا اليوم * قال محمد بن عمرو حدثني ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن أبي حبيبة قال خطب عثمان الناس في بعض أيامه فقال عمرو بن العاص يا أمير المؤمنين إنك قد ركبت نهابير وركبناها معك فتب نتب فاستقبل عثمان القبلة وشهر يديه قال أبو حبيبة فلم أر يوما أكثر باكيا ولا باكية من يومئذ ثم لما كان بعد ذلك خطب الناس فقام إليه جهجاه الغفاري فصاح يا عثمان ألا إن هذه شارف قد جئنا بها عليها عباءة وجامعة فأنزل فلندرعك العباءة ولنطرحك في الجامعة ولنحملك على الشارف ثم نطرحك في جبل الدخان فقال عثمان قبحك الله وقبح ما جئت به قال أبو حبيبة ولم يكن ذلك منه إلا عن ملا من الناس وقام إلى عثمان خيرته وشيعته من بني أمية فحملوه فأدخلوه الدار قال أبو حبيبة فكان آخر ما رأيته فيه * قال محمد وحدثني أسامة بن زيد الليثي عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال أنا أنظر إلى عثمان يخطب على عصا النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يخطب عليها وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما فقال له جهجاه قم يا نعثل فأنزل عن هذا المنبر وأخذ العصا فكسرها على ركبته اليمنى فدخلت شظية منها فبقى الجرح حتى أصابته الأكلة فرأيتها تدود فنزل عثمان وحملوه وأمر بالعصا فشدوها فكانت مضببة فما خرج بعد ذلك اليوم إلا خرجة أو خرجتين حتى حصر فقتل * حدثني أحمد بن إبراهيم قال حدثنا عبد الله بن إدريس عن عبيد الله بن عمر عن نافع أن جهجاها الغفاري أخذ عصا كانت في يد عثمان فكسرها على ركبته فرمى في ذلك المكان بأكلة * حدثني جعفر بن عبد الله المحمدي قال حدثنا عمرو عن محمد بن إسحاق ابن يسار المدني عن عمه عبد الرحمن بن يسار أنه قال لما رأى الناس ما صنع عثمان كتب من بالمدينة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما بالآفاق منهم
(٤٠٠)