فثار رجل فأقعده رجل وقام آخر فأقعده آخر ثم ثار القوم فحصبوا عثمان حتى صرع فاحتمل فأدخل فصلى بهم عشرين يوما ثم منعوه من الصلاة (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وأبي حارثة وأبي عثمان قالوا صلى عثمان بالناس بعد ما نزلوا به في المسجد ثلاثين يوما ثم إنهم منعوه الصلاة فصلى بالناس أميرهم الغافقي دان له المصريون والكوفيون والبصريون وتفرق أهل المدينة في حيطانهم ولزموا بيوتهم لا يخرج أحد ولا يجلس إلا وعليه سيفه يمتنع به من رهق القوم وكان الحصار أربعين يوما وفيهن كان القتل ومن تعرض لهم وضعوا فيه السلاح وكانوا قبل ذلك ثلاثين يوما يكفون * وأما غير سيف فان منهم من قال كانت مناظرة القوم عثمان وسبب حصارهم إياه ما حدثني به يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا معتمر بن سليمان التيمي قال حدثنا أبي قال حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال سمع عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا قال فاستقبلهم وكان في قرية له خارجة من المدينة أو كما قال فلما سمعوا به أقبلوا نحوه إلى المكان الذي هو فيه قال وكره أن يقدموا عليه المدينة أو نحوا من ذلك قال فأتوه فقالوا له ادع بالمصحف قال فدعا بالمصحف قال فقالوا له افتح السابعة قال وكانوا يسمون سورة يونس السابعة قال فقرأها حتى أتى على هذه الآية " قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون " قال قالوا له قف فقالوا له أرأيت ما حميت من الحمى آلله أذن لك أم على الله تفتري قال فقال امضه نزلت في كذا وكذا قال وأما الحمى فان عمر حمى الحمى قبلي لابل الصدقة فلما وليت زادت ابل الصدقة فزدت في الحمى لما زاد في ابل الصدقة امضه قال فجعلوا يأخذونه بالآية فيقول امضه نزلت في كذا وكذا قال والذي يتولى كلام عثمان يومئذ في سنك قال يقول أبو نضرة يقول ذاك لي أبو سعيد قال أبو نضرة وأنا في سنك يومئذ قال ولم يخرج وجهي يومئذ لا أدري ولعله قد قال مرة أخرى وأنا يومئذ ابن ثلاثين سنة ثم أخذوه بأشياء لم يكن عنده منها مخرج قال فعرفها فقال أستغفر الله وأتوب إليه قال فقال لهم ما تريدون قال فأخذوا ميثاقه
(٣٩٠)