فعل مروان بن الحكم وسعيد بن العاص وابن عامر ومعاوية أطعتهم وعصيتني قال عثمان فإني أعصيهم وأطيعك قال فأمر الناس فركبوا معه المهاجرون والأنصار قال وأرسل عثمان إلى عمار بن ياسر يكلمه أن يركب مع علي فأبى فأرسل عثمان إلى سعد ابن أبي وقاص فكلمه أن يأتي عمارا فيكلمه أن يركب مع علي قال فخرج سعد حتى دخل على عمار فقال يا أبا اليقظان ألا تخرج فيمن يخرج وهذا علي يخرج فاخرج معه واردد هؤلاء القوم عن امامك فاني لأحسب انك لم تركب مركبا هو خير لك منه قال وأرسل عثمان إلى كثير بن الصلت الكندي وكان من أعوان عثمان فقال انطلق في إثر سعد فاسمع ما يقول سعد لعمار وما يرد عمار على سعد ثم ائتني سريعا قال فخرج كثير حتى يجد سعدا عند عمار مخليا به فألقم عينه جحر الباب فقام إليه عمار ولا يعرفه وفي يده قضيب فأدخل القضيب الجحر الذي ألقمه كثير عينه فاخرج كثير عينه من الجحر وولى مدبرا متقنعا فخرج عمار فعرف أثره ونادى يا قليل ابن أم قليل أعلي تطلع وتستمع حديثي والله لو دريت أنك هو لفقأت عينك بالقضيب فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أحل ذلك ثم رجع عمار إلى سعد فكلمه سعد وجعل يفتله بكل وجه فكان آخر ذلك أن قال عمار والله لا أردهم عنه أبدا فرجع سعد إلى عثمان فأخبره بقول عمار فاتهم عثمان سعدا أن يكون لم يناصحه فأقسم له سعد بالله لقد حرض فقبل منه عثمان قال وركب علي عليه السلام إلى أهل مصر فردهم عنه فانصرفوا راجعين قال محمد بن عمر حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد قال لما نزلوا ذا خشب كلم عثمان عليا وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يردوهم عنه فركب علي وركب معه نفر من المهاجرين فيهم سعيد بن زيد وأبو جهم العدوي وجبير بن مطعم وحكيم بن حزام ومروان بن الحكم وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد وخرج من الأنصار أبو أسيد الساعدي وأبو حميد الساعدي وزيد بن ثابت وحسان بن ثابت وكعب بن مالك ومعهم من العرب نيار بن مكرز وغيرهم ثلاثون رجلا وكلمهم علي ومحمد بن مسلمة وهما اللذان قدما فسمعوا مقالتهما ورجعوا قال
(٣٩٤)