فكان أول رجل من المسلمين أصيب يومئذ بنشابة فثبتت فيه من ذلك الفصم فقال بعضهم انزعوها عنه فقال دعوني فان نفسي معي ما دامت في لعلى أن أصيب منهم بطعنة أو ضربة أو خطوة فمضى نحو العدو فضرب بسيفه شهربراز من أهل إصطخر فقتله وأحيط به فقتل وانكشفوا (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن عبد الله بن سعيد بن ثابت عن عمرة ابنة عبد الرحمن بن أسعد عن عائشة أم المؤمنين قالت لما فتح الله عز وجل وقتل رستم وأصحابه بالقادسية وفضت جموعهم أتبعهم المسلمون حتى نزلوا المدائن وقد ارفضت جموع فارس ولحقوا بجبالهم وتفرقت جماعتهم وفرسانهم إلا أن الملك مقيم في مدينتهم معه من بقى من أهل فارس على أمره (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن سماك بن فلان الهجيمي عن أبيه ومحمد بن عبد الله عن أنس بن الحليس قال بينا نحن محاصرو بهرسير بعد زحفهم وهزيمتهم أشرف علينا رسول فقال إن الملك يقول لكم هل لكم إلى المصالحة على أن لنا ما يلينا من دجلة وجبلنا ولكم ما يليكم من دجلة إلى جبلكم أما شبعتم لا أشبع الله بطونكم فبدر الناس أبو مفزر الأسود ابن قطبة وقد أنطقه الله بما لا يدري ما هو ولا نحن فرجع الرجل ورأيناهم يقطعون إلى المدائن فقلنا يا أبا مفزر ما قلت له فقال له والذي بعث محمدا بالحق ما أدرى ما هو إلا أن على سكينة وأنا أرجو أن أكون قد أنطقت بالذي هو خير وانتاب الناس يسألونه حتى سمع بذلك سعد فجاءنا فقال يا أبا مفزر ما قلت فوالله إنهم لهراب فحدثه بمثل حديثه إيانا فنادى في الناس ثم نهد بهم وإن مجانيقنا لتخطر عليهم فما ظهر على المدينة أحد ولا خرج إلينا إلا رجل نادى بالأمان فآمناه فقال إن بقى فيها أحد فما يمنعكم فتسورها الرجال وافتتحناها فما وجدنا فيها شيئا ولا أحدا إلا أسارى أسرناهم خارجا منها فسألناهم وذلك الرجل لأي شئ هربوا فقالوا بعث الملك إليكم يعرض عليكم الصلح فأجبتموه بأنه لا يكون بيننا وبينكم صلح أبدا حتى نأكل عسل افريذين بأترج كوثى فقال الملك وا ويله إلا أن الملائكة تكلم على ألسنتهم ترد علينا وتجيبنا عن العرب والله لئن لم يكن كذلك ما هذا إلا
(١١٨)