الضالين أي خطأ لا أريد ذلك ثم أقبل عليه موسى ينكر عليه ما ذكر من يده عنده فقال وتلك نعمة تمنها على أن عبد ت بني إسرائيل أي اتخذتهم عبيدا تنزع أبناءهم من أيديهم فتسترق من شئت وتقتل من شئت انى انما صيرني إلى بيتك واليك ذلك قال فرعون وما رب العالمين أي يستوصفه إلهه الذي أرسله إليه أي ما إلهك هذا قال رب السماوات والأرض وما بينهما ان كنتم موقنين. قال لمن حوله من ملئه ألا تستمعون أي انكارا لما قال ليس له إله غيري قال ربكم ورب آبائكم الأولين الذي خلق آباءكم الأولين وخلقكم من آبائكم قال فرعون إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون أي ما هذا بكلام صحيح إذ يزعم أن لكم اله غيري قال رب المشرق والمغرب وما بينهما ان كنتم تعقلون أي خالق المشرق والمغرب وما بينهما من الخلق ان كنتم تعقلون قال لئن اتخذت إلها غيري لتعبد غيري وتترك عبادتي لأجعلنك من المسجونين قال أو لو جئتك بشئ مبين أي بما تعرف بها صدقي وكذبك وحقي وباطلك قال فأت به ان كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين فملأت ما بين سماطي فرعون فاتحة فاها قد صار محجنها عرفا على ظهرها فارفض عنها الناس وحال فرعون عن سريره ينشده بربه ثم أدخل يده في جيبه فاخرجها بيضاء مثل الثلج ثم ردها كهيئتها وأدخل موسى يده في فمها فصارت عصا في يده ويده بين شعبتيها ومحجنها في أسفلها كما كانت وأخذ فرعون بطنه وكان فيما يزعمون يمكث الخمس والست ما يلتمس المذهب يريد الخلاء كما يلتمسه الناس وكان ذلك مما زين له أن يقول ما قال إنه ليس من الناس بشبه * فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدثت عن وهب بن منبه اليماني قال فمشى بضعا وعشرين ليلة حتى كادت نفسه أن تخرج ثم استمسك فقال لملئه إن هذا لساحر عليم أي ما ساحر أسحر منه فماذا تأمرون أقتله فقال مؤمن من آل فرعون العبد الصالح كان اسمه فيما يزعمون حبرك أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات بعصاه ويده ثم خوفهم عقاب الله وحذرهم ما أصاب الأمم قبلهم وقال يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم
(٢٨٦)