الا ما أرى وما أهديكم الا سبيل الرشاد وقال الملا من قومه قد وهنهم من سلطان الله ما وهنهم أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم أي كاثره بالسحرة لعلك أن تجد في السحرة من جاء بمثل ما جاء به وقد كان موسى وهارون خرجا من عنده حين أراهم من سلطان الله ما أراهم وبعث فرعون مكانه في مملكته فلم يترك في سلطانه ساحرا الا أتى به فذكر لي والله أعلم انه جمع له خمسة عشر ألف ساحر فلما اجتمعوا إليه أمرهم أمر فقال لهم قد جاءنا ساحر ما رأينا مثله قط وانكم ان غلبتموه أكرمتكم وفضلتكم وقربتكم على أهل مملكتي قالوا إن لنا ذلك ان غلبناه قال نعم قالوا فعد لنا موعدا نجتمع نحن وهو فكانوا رؤس السحرة الذين جمع فرعون لموسى سابور وعادور وحطحط ومصفى أربعة وهم الذين آمنوا حين رأوا ما رأوا من سلطان الله فآمنت السحرة جميعا وقالوا لفرعون حين توعدهم القتل والصلب لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض فبعث فرعون إلى موسى أن اجعل بيني وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى قال موعدكم يوم الزينة يوم عيد كان فرعون يخرج إليه وأن يحشر الناس ضحى، حتى يحضروا أمري وأمرك فجمع فرعون الناس لذلك الجمع ثم أمر السحرة فقال ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى: أي قد أفلح من استعلى اليوم على صاحبه فصف خمسة عشر ألف ساحر مع كل ساحر حباله وعصيه وخرج موسى صلى الله عليه وسلم ومعه أخوه يتكئ على عصاه حتى أتى الجمع وفرعون في مجلسه معه أشراف أهل مملكته وقد استكف له الناس فقال موسى للسحرة حين جاءهم ويلكم لا تفتروا على الله كذبا. فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى فتراد السحرة بينهم وقال بعضهم لبعض بتناج: إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى ثم قالوا يا موسى إما أن تلقى وإما أن نكون أول من ألقى قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى فكان أول ما اختطفوا بسحرهم بصر موسى وبصر فرعون ثم أبصار الناس بعد ثم ألقى كل
(٢٨٧)