ينادى انسان صاحبه وأن يسرجوا في بيوتهم حتى الصبح وأن من خرج إذا قال موسى قال عمرو وأمر من خرج يلطخ بابه بكف من دم حتى يعلم أنه قد خرج وإن الله أخرج كل ولد زنا في القبط من بني إسرائيل إلى بني إسرائيل وأخرج كل ولد زنا في بني إسرائيل من القبط إلى القبط حتى أتوا آباءهم ثم خرج موسى ببنى إسرائيل ليلا والقبط لا يعلمون وقد دعوا قبل ذلك على القبط فقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملاه زينة وأموالا في الحياة الدنيا إلى قوله حتى يروا العذاب الأليم فقال الله تعالى (قد أجيبت دعوتكما) فزعم السدى أن موسى هو الذي دعا وأمن هارون فذلك حين يقول الله عز وجل قد أجيبت دعوتكما وقوله ربنا اطمس على أموالهم فذكر أن طمس الأموال أنه جعل دراهمهم ودنانيرهم حجارة ثم قال لهما استقيما فخرجا في قومهما وألقى على القبط الموت فمات كل بكر رجل فأصبحوا يدفنونهم فشغلوا عن طلبهم حتى طلعت الشمس فذلك حين يقول الله عز وجل (فأتبعوهم مشرقين) وكان موسى على ساقة بني إسرائيل وكان هارون أمامهم يقدمهم فقال المؤمن لموسى يا نبي الله أين أمرت قال البحر فأراد أن يقتحم فمنعه موسى وخرج موسى في ستمائة ألف وعشرين ألف مقاتل لا يعدون ابن العشرين لصغره ولا ابن الستين لكبره وإنما عدوا ما بين ذلك سوى الذرية وتبعهم فرعون وعلى مقدمته هامان في الف الف وسبعمائة الف حصان ليس فيها ماذيانة وذلك حين يقول الله (فأرسل فرعون في المدائن حاشرين إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون) يعنى بني إسرائيل (وإنا لجميع حاذرون) يقول قد حذرنا فأجمعنا أمرنا فلما تراء الجمعان فنظرت بنو إسرائيل إلى فرعون قد ردفهم قالوا إنا لمدركون قالوا يا موسى أوذينا من قبل أن تأتينا كانوا يذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا ومن بعد ما جئتنا اليوم يدركنا فرعون فيقتلنا إنا لمدركون البحر من بين أيدينا وفرعون من خلفنا قال موسى كلا إن معي ربى سيهدين يقول سيكفيني قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون فتقدم هارون فضرب
(٢٩١)