ثم إن ابنة للضيزن يقال لها النضيرة عركت فأخرجت إلى ربض المدينة وكانت من أجمل نساء زمانها وكذلك كان يفعل بالنساء إذا هن عركن وكان سابور من أجمل أهل زمانه فيما قيل فرأى كل واحد منهما صاحبه فعشقته وعشقها فأرسلت إليه ما تجعل لي إن دللتك على ما تهدم به سور هذه المدينة وتقتل أبى قال حكمك وأرفعك على نسائي وأخصك بنفسي دونهن قالت عليك بحمامة ورقاء مطوقة فاكتب في رجلها بحيض جارية بكر زرقاء ثم أرسلها فإنها تقع على حائط المدينة فتداعى المدينة وكان ذلك طلسم المدينة لا يهدمها إلا هذا ففعل وتأهب لهم وقالت أنا أسقى الحرس الخمر فإذا صرعوا فأقتلهم وأدخل المدينة ففعل وتداعت المدينة ففتحها عنوة وقتل الضيزن يومئذ وأبيدت أفناء قضاعة الذين كانوا مع الضيزن فلم يبق منهم باق يعرف إلى اليوم وأصيبت قبائل من بنى حلوان فانقرضوا ودرجوا فقال عمرو بن إلة وكان مع الضيزن ألم يحزنك والأنباء تنمى * بما لاقت سراة بنى عبيد ومصرع ضيزن وبنى أبيه * وأحلاش الكتائب من تزيد أتاهم بالفيول مجللات * وبالابطال سابور الجنود فهدم من أواسي الحصن صخرا * كأن ثفاله زبر الحديد وأخرب سابور المدينة واحتمل النضيرة ابنة الضيزن فأعرس بها بعين التمر فذكر أنها لم تزل ليلتها تضور من خشونة فرشها وهى من حرير محشوة بالقز فالتمس ما كان يؤذيها فإذا ورقة آس ملتزقة بعكنة من عكنها قد آثرت فيها قال وكان ينظر إلى مخها من لين بشرتها فقال لها سابور ويحك بأي شئ كان يغذوك أبو ك قالت بالزبد والمخ وشهد الابكار من النحل وصفو الخمر قال وأبيك لأنا أحدث عهدا بك وأوثر لك من أبيك الذي غذاك بما تذكرين فأمر رجلا فركب فرسا جموحا ثم عصب غدائرها بذنبه ثم استركضها فقطعها قطعا فذلك قول الشاعر * أقفر الحصن من نضيرة فالمرباع * منها فجانب الثرثار وقد أكثر الشعراء ذكر ضيزن هذا في أشعارهم وإياه عنى عدى بن زيد بقوله:
(٤٨٥)