يدخلوا الايوان وأقدم سابور من بينهم فدخل فاستدل اردشير بدخوله عليه واقدامه وجرأته مع ما كان من قبول نفسه له أول مرة حين رآه ورقته عليه دون أصحابه أنه ابنه فقال له أردشير بالفارسية ما اسمك فقال الغلام شاه بور فقال اردشير شاه بور فلما ثبت عند أنه ابنه شهر أمره وعقد له التاج من بعده وكان سابور قد ابتلى منه أهل فارس قبل أن يفضى إليه الملك في حياة أبيه عقلا وفضلا وعلما مع شدة بطش وبلاغة منطق ورأفة بالرعية ورقة فلما عقد التاج على رأسه اجتمع إليه العظماء فدعوا له بطول البقاء وأطنبوا في ذكر والده وذكر فضائله فأعلمهم أنهم لم يكونوا يستدعون إحسانه بشئ يعدل عنده ذكرهم والده ووعدهم خيرا ثم أمر بما كان في الخزائن من الأموال فوسع بها على الناس وقسمها فيمن رآه لها موضعا من الوجوه والجنود وأهل الحاجة وكتب إلى عماله بالكور والنواحي أن يفعلوا مثل ذلك في الأموال التي في أيديهم فوصل من فضله وإحسانه إلى القريب والبعيد والشريف والوضيع والخاص والعام ما عمهم ورفعت به معايشهم ثم تخير لهم العمال وأشرف عليهم وعلى الرعية إشرافا شديدا فبأن فضل سيرته وبعد صوته وفاق جميع الملوك وقيل إنه سار إلى مدينة نصيبين لاحدى عشرة سنة مضت من ملكه وفيها جنود من جنود الروم فحاصرهم حينا ثم أتاه عن ناحية من خراسان ما احتاج إلى مشاهدته فشخص إليها حتى أحكم أمرها ثم رجع إلى نصيبين وزعموا أن سور المدينة تصدع وانفرجت له فرجة دخل منها فقتل المقاتلة وسبى وأخذ أموالا عظيمة كانت لقيصر هنالك ثم تجاوزها إلى الشأم وبلاد الروم فافتتح من مدائنها مدنا كثيرة وقيل إن فيما افتتح قالوقية وقذوقية وأنه حاصر ملكا كان بالروم يقال له الريانوس بمدينة أنطاكية فأسره وحمله وجماعة كثيرة معه وأسكنهم جندي سبور * وذكر أنه أحذ لريانوس ببناء شاذراون تستر على أن يجعل عرضه ألف ذراع فبناه الرومي بقوم أشخصهم إليه من الروم وحكم سابور في فكا كمه بعد فراغه من الشاذروان فقيل إنه أخذ منه أموالا عظيمة وأطلقه بعد أن جدع أنفه وقيل إنه قتله وكان
(٤٨٣)