ذكر من قال ذلك حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال حدثني محمد بن إسحاق قال يقول أهل التوراة ابتدأ الله الخلق يوم الأحد وقال أهل الإنجيل ابتدأ الله الخلق يوم الاثنين ونقول نحن المسلمون فيما انتهى إلينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدأ الله الخلق يوم السبت * وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال كل فريق من هذين الفريقين اللذين قال أحدهما ابتدأ الله الخلق في يوم الأحد وقال الآخر منهما ابتدأ في يوم السبت وقد مضى ذكرنا الخبرين غير أنا نعيد من ذلك في هذا الموضع بعض ما فيه من الدلالة على صحة قول كل فريق منهما * فأما الخبر عنه بتحقيق ما قال القائلون كان ابتداء الخلق يوم الأحد فما حدثنا به هناد بن السرى قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي سعد البقال عن عكرمة عن ابن عباس قال هناد وقرأت سائر الحديث أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن خلق السماوات والأرض فقال خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين * وأما الخبر عنه بتحقيق ما قاله القائلون من أن ابتداء الخلق كان يوم السبت فما حدثني القاسم بن بشر بن معروف والحسين بن علي الصدائي قالا حدثنا حجاج قال ابن جريج أخبرنا إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة قال أخذ رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بيدي فقال خلق الله التربة يوم السبت وخلق الجبال يوم الأحد وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب قول من قال اليوم الذي ابتدأ الله تعالى ذكره فيه خلق السماوات والأرض يوم الأحد لاجماع السلف من أهل العلم على ذلك فأما ما قال ابن إسحاق في ذلك فإنه إنما استدل بزعمه على أن ذلك كذلك لان الله عز ذكره فرغ من خلق جميع خلقه يوم الجمعة وذلك اليوم السابع وفيه استوى على العرش وجعل ذلك اليوم عيدا للمسلمين ودليله على ما زعم أنه استدل به على صحة قوله فيما حكينا عنه من ذلك هو الدليل على خطأه فيه وذلك أن الله تعالى أخبر عباده في غير موضع من تنزيله أنه خلق
(٣٠)