عليه وقال آخرون خلق الله عز وجل الماء قبل العرش ثم خلق عرشه فوضعه على الماء.
ذكر من قال ذلك * حدثنا موسى بن هارون الهمذاني قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط بن نصر عن السدى في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمذاني عن عبد الله بن مسعود وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا إن الله عز وجل كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئا غير ما خلق قبل الماء * حدثني محمد بن سهل بن عسكر قال حدثنا إسماعيل ابن عبد الكريم قال حدثني عبد الصمد بن معقل قال سمعت وهب بن منبه يقول:
إن العرش كان قبل أن يخلق السماوات والأرض على الماء فلما أراد أن يخلق السماوات والأرض قبض من صفاة الماء قبضة ثم فتح القبضة فارتفعت دخانا ثم قضاهن سبع سماوات في يومين ودحا الأرض في يومين وفرغ من الخلق اليوم السابع * وقد قيل إن الذي خلق ربنا عز وجل بعد القلم الكرسي ثم خلق بعد الكرسي العرش ثم بعد ذلك خلق الهواء والظلمات ثم خلق الماء فوضع عرشه عليه * قال أبو جعفر وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب قول من قال إن الله تبارك وتعالى خلق الماء قبل العرش لصحة الخبر الذي ذكرت قبل عن أبي رزين العقيلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال حين سئل أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق خلقه قال كان في عماء ما تحته وهواء وما فوقه هواء ثم خلق عرشه على الماء. فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الله خلق عرشه على الماء ومحال إذا كان خلقه على الماء أن يكون خلقه عليه والذي خلقه عليه غير موجود إما قبله أو معه فإذا كان ذلك كذلك فالعرش لا يخلو من أحد أمرين إما أن يكون خلق بعد خلق الله الماء وإما أن يكون خلق هو والماء معا وإما أن يكون خلقه قبل خلق الماء فذلك غير جائز صحته على ما روى عن أبي رزين عن النبي صلى الله عليه وسلم * وقد قيل إن الماء كان على متن الريح حين خلق عرشه عليه فإن