الله عز وجل النور والظلمة ثم ميز بينهما فجعل الظلمة ليلا أسود مظلما وجعل النور نهارا مضيئا مبصرا * قال أبو جعفر وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب قول ابن عباس للخبر الذي ذكرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
أول شئ خلق الله القلم * فإن قال لنا قائل فإنك قلت أولى القولين اللذين أحدهما أن أول شئ خلق الله من خلقه القلم والآخر أنه النور والظلمة قول من قال إن أول شئ خلق الله من خلقه القلم فما وجه الرواية عن ابن عباس التي حدثكموها ابن بشار قال حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبي هاشم عن مجاهد قال قلت لابن عباس إن ناسا يكذبون بالقدر فقال إنهم يكذبون بكتاب الله لآخذن بشعر أحدهم فلا نفضن به إن الله تعالى ذكره كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا فكان أول ما خلق الله القلم فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة وإنما يجرى الناس على أمر قد فرغ منه وعن ابن إسحاق التي حدثكموها ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال يقول الله عز وجل (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء) فكان كما وصف نفسه عز وجل إذ ليس الا الماء عليه العرش وعلى العرش ذو الجلال والاكرام فكان أول ما خلق الله النور والظلمة * قيل أما قول ابن عباس إن الله تبارك وتعالى كان عرشه على الماء قبل أن يخلق شيئا فكان أول ما خلق الله القلم إن كان صحيحا عنه أنه قاله فهو خبر منه أن الله خلق القلم بعد خلقه عرشه وقد روى عن أبي هاشم هذا الخبر شعبة ولم يقل فيه ما قال سفيان من أن الله عز وجل كان على عرشه فكان أول ما خلق القلم بل روى ذلك كالذي رواه سائر من ذكرنا من الرواة عن ابن عباس أنه قال أول ما خلق الله عز وجل القلم ذكر من قال ذلك حدثنا ابن المثنى قال حدثني عبد الصمد قال حدثنا شعبة قال حدثنا أبو هاشم سمع مجاهدا قال سمعت عبد الله لا يدرى ابن عمر أو ابن عباس قال إن أول ما خلق الله القلم فقال له اجر فجرى القلم بما هو كائن وانما يعمل الناس اليوم فيما