ما رأيت وجوه قوم هي أحسن منهم لا يأخذهم قومك فيفضحوهم وقد كان قومه نهوه أن يضيف رجلا فقالوا له خل عنا فلنضف الرجال فجاء بهم فلم يعلم أحد إلا أهل بيت لوط فخرجت امرأته فأخبرت قومها فقالت إن في بيت لوط رجالا ما رأيت مثلهم ومثل وجوههم حسنا قط فجاءه قومه يهرعون إليه قال فلما أتوه قال لهم لوط يا قوم اتقوا الله فلا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد هؤلاء بناتي هن أطهر لكم مما تريدون فقالوا له أو لم ننهك أن تضيف الرجال لقد علمت مالنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد فلما لم يقبلوا منه شيئا مما عرضه عليهم قال (لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد) يقول عليه السلام لو أن لي أنصارا ينصرونني عليكم أو عشيرة تمنعني منكم لحلت بينكم وبين ما جئتم تريدونه من أضيافي * حدثني المثنى قال حدثنا إسحاق بن الحجاج قال حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال حدثني عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهبا يقول قال لوط لهم لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد فوجد عليه الرسل وقالوا ان ركنك لشديد فلما يئس لوط من إجابتهم إياه إلى شئ مما دعاهم إليه وضاق بهم ذرعا قالت الرسل له حينئذ (يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم) فذكر أن لوطا لما علم أن أضيافه رسل الله وانها أرسلت بهلاك قومه قال لهم أهلكوهم الساعة ذكر من روى ذلك عنه أنه قاله من أهل العلم * حدثنا ابن حميد قال حدثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد قال مضت الرسل من عند إبراهيم إلى لوط فلما أتوا لوطا وكان من أمرهم ما ذكر الله قال جبرائيل للوط يا لوط أنا مهلكو أهل هذه القرية ان أهلها كانوا ظالمين فقال لهم لوط أهلكوهم الساعة فقال جبرائيل عليه السلام (إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب) فأنزلت على لوط أليس الصبح بقريب قال وأمره أن يسرى بأهله بقطع من الليل ولا يلتفت منهم أحد إلا امرأته قال فسار فلما كانت الساعة التي أهلكوا فيها أدخل
(٢١١)