كل قرية مائة ألف فرفعهم على جناحه بين السماء والأرض حتى سمع أهل السماء الدنيا أصوات ديكتهم ثم قلبهم فجعل الله عاليها سافلها * حدثنا محمد بن عبد الاعلى قال حدثنا محمد بن ثور وحدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق جميعا عن معمر عن قتادة قال قال حذيفة لما دخلوا عليه ذهبت عجوزه عجوز السوء فأتت قومها فقالت قد تضيف لوطا قوم ما رأيت قوما قط أحسن وجوها منهم قال فجاؤوا يهرعون إليه فقام ملك فلز الباب يقول فسده فاستأذن جبرائيل في عقوبتهم فأذن له فصفقهم فضربهم جبرائيل بجناحه فتركهم عميانا فباتوا بشر ليلة ثم قالوا انا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد الا امرأتك قال فبلغنا انها سمعت صوتا فالتفتت فأصابها حجر وهى شاذة من القوم معلوم مكانها * حدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدى في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لوط لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد بسط حينئذ جبرائيل جناحه ففقأ أعينهم وخرجوا يدوس بعضهم في آثار بعض عميانا يقولون النجاء النجاء فان في بيت لوط اسحر قوم في الأرض فذلك قوله تعالى (ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم) وقالوا للوط (إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد) يقول سربهم فامضوا حيث تؤمرون فأخرجهم الله تعالى إلى الشأم وقال لوط أهلكوهم الساعة فقالوا إنا لم نؤمر إلا بالصبح أليس الصبح بقريب فلما أن كان السحر خرج لوط وأهله معه الا امرأته وذلك قوله تعالى (إلا آل لوط نجيناهم بسحر) * حدثنا المثنى قال أخبرنا إسحاق قال حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال حدثني عبد الصمد أنه سمع وهب بن منبه يقول كانوا أهل سدوم الذين فيهم لوط قوم سوء قد استغنوا عن النساء بالرجال فلما رأى الله ذلك منهم بعث الملائكة ليعذبوهم فأتوا إبراهيم فكان من أمره وأمرهم ما ذكره الله تعالى في كتابه فلما
(٢١٣)