جبرائيل جناحه في أرضهم فقلعها ورفعها حتى سمع أهل السماء صياح الديكة ونباح الكلاب فجعل عاليها سافلها وأمطر عليهم حجارة من سجيل قال وسمعت امرأة لوط الهدة فقالت وا قوماه فادركها حجر فقتلها * حدثنا ابن حميد قال حدثنا يعقوب عن حفص بن حميد عن شمر بن عطية قال كان لوط أخذ على امرأته أن لا تذيع شيئا من سر أضيافه قال فلما دخل جبرائيل عليه ومن معه ورأتهم في صورة لم تر مثلها قط انطلقت تسعى إلى قومها فاتت النادي فقالت بيدها هكذا فأقبلوا يهرعون مشيا بين الهرولة والجمز فلما انتهوا إلى لوط قال لهم لوط ما قال الله تعالى في كتابه قال جبرائيل يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك قال فقال بيده فطمس أعينهم قال فجعلوا يطلبون يلتمسون الحيطان وهم لا يبصرون * حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة عن حذيفة قال لما بصرت بهم يعنى بالرسل عجوز السوء امرأته انطلقت فأنذرتهم فقالت قد تضيف لوطا قوم ما رأيت قوما أحسن منهم وجوها قال ولا أعلمه الا قالت وأشد بياضا وأطيب ريحا منهم قال فأتوه يهرعون إليه كما قال الله عز وجل فاصفق لوط الباب قال فجعلوا يعالجونه قال فاستأذن جبرائيل ربه عز وجل في عقوبتهم فاذن له فصفقهم بجناحه فتركهم عميانا يترددون في أخبث ليلة أتت عليهم قط فاخبروه إنا رسل ربك فأسر بأهلك بقطع من الليل قال ولقد ذكر لنا انه كانت مع لوط حين خرج من القرية امرأته ثم سمعت الصوت فالتفتت فأرسل الله تعالى حجرا فأهلكها * حدثنا ابن حميد قال حدثنا الحكم بن بشير قال حدثنا عمرو بن قيس الملائي عن سعيد بن بشير عن قتادة قال انطلقت امرأته يعنى امرأة لوط حين رأتهم يعنى حين رأت الرسل إلى قومها فقالت إنه قد ضافه الليلة قوم ما رأيت مثلهم قط أحسن وجوها ولا أطيب ريحا فجاؤوا يهرعون إليه فبادرهم لوط إلى أن يزحمهم على الباب فقال (هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين) قالوا (أو لم ننهك عن العالمين) فدخلوا على الملائكة فتناولتهم الملائكة فطمست أعينهم فقالوا يا لوط جئتنا بقوم سحرة سحرونا كما أنت حتى تصبح قال فاحتمل جبرائيل قريات لوط الأربع في
(٢١٢)