كان لليمن ملوك لهم ملك غير أنه كان غير متصل وإنما كان يكون منهم الواحد بعد الواحد وبين الأول والآخر فترات طويلة لا يقف على مبلغها العلماء لقلة عنايتهم كانت بها وبمبلغ عمر الأول منهم والآخر إذ لم يكن من الامر الدائم فإن دام منه شئ فإنما يدوم لمن دام له منهم بأنه عامل لغيره في الموضع الذي هو به لا يملك بنفسه وذلك كدوامه لآل نصر بن ربيعة بن الحارث بن مالك بن عمم بن نمارة بن لخم فإنهم كانوا على فرج ثغر العرب للفرس من الحيرة إلى حد اليمن طولا وإلى حد الشأم وما اتصل به عرضا فلم يزل ذلك دائما لهم من عهد اردشير بابكان إلى أن قتل كسرى وابرويز بن هرمز بن أنو شروان النعمان بن المنذر فنقل عنهم ما كان إليهم من العمل على ثغر العرب إلى إياس بن قبيصة الطائي * فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال نكح إسحاق بن إبراهيم رفقا بنت بتويل بن الياس فولدت له عيص بن إسحاق ويعقوب بن إسحاق يزعمون أنهما كانا توأمين وأن عيصا كان أكبرهما ثم نكح عيص بن إسحاق ابنة عمه بسمة بنت إسماعيل بن إبراهيم فولدت له الروم بن عيص فكل بنى الأصفر من ولده قال وبعض الناس يزعم أن الاشبان من ولده ولا أدرى أمن ابنة إسماعيل أم لا ونكح يعقوب بن إسحاق وهو إسرائيل ابنة خاله ليا ابنة ليان بن بتويل بن الياس فولدت له روبيل بن يعقوب وكان أكبر ولده وشمعون بن يعقوب ولاوي بن يعقوب ويهوذا بن يعقوب وزبالون ابن يعقوب ويسحر بن يعقوب ودينة ابنة يعقوب وقد قيل في يسحر إن اسمه يشحر ثم توفيت ليا بنت ليان فخلف يعقوب على أختها راحيل بنت ليان بن بتويل ابن الياس فولدت له يوسف بن يعقوب وبنيامين بن يعقوب وهو بالعربية شداد وولد له من سريتين اسم أحدهما زلفة واسم الأخرى بلهة أربعة نفردان بن يعقوب ونفثالى بن يعقوب وحادر بن يعقوب وأشر بن يعقوب فكان بنو يعقوب اثنى عشر رجلا * وقد قال بعض أهل التوراة إن رفقا زوجة إسحاق هي ابنة ناهر بن آزر عم إسحاق وإنها ولدت له ابنيه عيصا ويعقوب في بطن واحد وإن إسحاق أمر ابنه يعقوب أن لا ينكح امرأة من الكنعانيين وأمره أن ينكح امرأة من بنات
(٢٢٢)