بشروا سارة بالولد قاموا وقام معهم إبراهيم يمشى فقال أخبروني لم بعثتم وما خطبكم قالوا انا أرسلنا إلى قوم سدوم لندمرها فإنهم قوم سوء قد استغنوا بالرجال عن النساء قال إبراهيم أرأيتم إن كان فيهم خمسون رجلا صالحا قالوا إذا لا نعذبهم فلم يزل حتى قال أهل بيت قالوا فإن كان فيهم بيت صالح قال لوط وأهل بيته قالوا إن امرأته هواها معهم فلما يئس إبراهيم انصرف ومضوا إلى أهل سدوم فدخلوا على لوط فلما رأتهم امرأته أعجبها حسنهم وجمالهم فأرسلت إلى أهل القرية أنه قد نزل بنا قوم لم نر قوما قط أحسن منهم ولا أجمل فتسامعوا بذلك فغشوا دار لوط من كل ناحية وتسوروا عليهم الجدارات فلقيهم لوط فقال يا قوم لا تفضحون في ضيفي وأنا أزواجكم بناتي فهن أطهر لكم فقالوا لو كنا نريد بناتك لقد عرفنا مكانهن فقال لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد فوجد عليه الرسل فقالوا إن ركنك لشديد وإنهم آتيهم عذاب غير مردود فمسح أحدهم أعينهم بجناحيه فطمس أبصارهم فقالوا سحرنا انصرفوا بنا حتى نرجع إليه فكان من أمرهم ما قد قص الله تعالى في القرآن فأدخل ميكائيل وهو صاحب العذاب جناحه حتى بلغ أسفل الأرضين فقلبها فنزلت حجارة من السماء فتتبعت من لم يكن منهم في القرية حيث كانوا فأهلكهم الله ونجى لوطا وأهله إلا امرأته * حدثنا أبو كريب قال حدثنا جابر بن نوح قال حدثنا الأعمش عن مجاهد قال أخذ جبرائيل قوم لوط من سرحهم ودورهم حملهم بمواشيهم وأمتعتهم حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم ثم كفأها * وحدثنا أبو كريب مرة أخرى عن مجاهد قال أدخل جبرائيل جناحه تحت الأرض السفلى من قوم لوط ثم أخذهم بالجناح الأيمن وأخذهم من سرحهم ومواشيهم ثم رفعها * حدثني المثنى قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كان يقول (فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها) قال لما أصبحوا غدا جبرائيل على قريتهم ففتقها من أركانها ثم أدخل جناحه ثم حملها على خوافي جناحه * حدثني المثنى قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل قال وحدثني هذا ابن أبي نجيح عن إبراهيم
(٢١٤)