عمن؟ قال عن سفيان بن عيينة. قال وسفيان عمن! قال عن عائشة. فقال له يحيى: يا شيخ أراك تعلو إلى أسفل.
القسم السابع: قوم شق عليهم الحفظ فضربوا نقد الوقت وربما رأوا أن الحفظ معروف فأتوا بما يغرب مما يحصل مقصود هم فهؤلاء قسمان أحدهما القصاص ومعظم البلاء منهم يجرى، لأنهم يزيدون أحاديث تثقف وترقق والصحاح يقل فيها هذا. ثم إن الحفظ يشق عليهم ويتفق عدم الدين ومن يحضرهم جهال فيقولون ولقد حكى لي فقيهان ثقتان عن بعض قصاص زماننا وكان يظهر النسك والتخشع أنه حكى لهما قال: قلت يوم عاشوراء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من فعل اليوم كذا فله كذا، ومن فعل كذا فله كذا إلى آخر المجلس فقالا له: ومن أين حفظت هذه الأحاديث، فقال: والله ما حفظتها، ولا أعرفها بل في وقتي قلتها.
قال المصنف: ولا جرم، ذلك القصاص شديد النعير ساقط الجاه لا يلتفت الناس إليه ولا له دنيا ولا آخرة. وقد صنف بعض قصاص زماننا كتابا فذكر فيه أن الحسن والحسين دخلا على عمر بن الخطاب رضي الله عنهم وهو مشغول فلما فرغ من شغله رفع رأسه فرأهما، فقام فقبلهما ووهب لكل واحد منهما ألفا وقال اجعلاني في حل فما عرفت دخولكما فرجعا وشكراه بين يدي أبيهما علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال على سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عمر بن الخطاب نور في الاسلام وسراج لأهل الجنة. فرجعا فحدثاه، فدعا بدواة وقرطاس وكتب بسم الله الرحمن الرحيم حدثني سيدا شباب أهل الجنة عن أبيهما المرتضى عن جدهما المصطفى أنه قال عمر نور الاسلام في الدنيا وسراج أهل الجنة في الجنة وأوصى أن تجعل في كفنه على صدره فوضع، فلما أصبحوا وجدوه على قبره وفيه صدق الحسن والحسين وصدق أبوهما وصدق رسول الله